زوجات الرسول - صفيّة بنت حيي بن أخطب
تم التحديث في ربيع الأول 1442 / تشرين الثاني 2020
الزوجة العاشرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. يتّصل نسبها بسيدنا هارون النبي عليه الصلاة والسلام. لكنها نشأت في الخزرج، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف. وهي رضي الله عنها ذات شخصية فاضلة، جميلة حليمة، ذات شرف رفيع. كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها، ذكر بأنها تزوّجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام. أول أزواجها يُدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم. ثم فارقته وتزوّجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود. قتل عنها يوم خيبر
في شهر مُحَرَّم سنة 7 هجري، استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود. فعندما أشرف عليها قال:" الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين". واندلع القتال بين المسلمين واليهود، فقُتِل رجال خيبر، وسُبِيَت (حُرِّرَت) نساؤها ومن بينهم صفية، وفتحت حصونها. كعادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام إلّا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله تبارك وتعالى من كتاب وسنة. فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وخيّرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام. فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه. وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة وحباً لهدي محمداً صلى الله عليه وسلم. عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها، وكانت من بين النساء عائشة رضي الله عنها ذكر بأنها كانت منتقبة. و بعد خروجها سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفية رضي الله عنها، فردت عائشة رضي الله عنها: "رأيت يهودية"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أسلمت وحسن إسلامها". ولم توافق على أن يتزوّجها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في منزل في خيبر، فلمّا سألها عن ذلك قالت له أنها خافت عليه قرب اليهود في عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، جاءته جارية لصفية رضي الله عنها تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود، فلما استخبر صفية رضي الله عنها عن ذلك، فأجابت قائلة: "فأمّا السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة، وأمّا اليهود فإني أصل رحمي". وسألت الجارية عن سبب فعلتها فقالت: "الشيطان". فأعتقتها صفية. وعندما توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم افتقدت الحماية واصبح الناس يعيرونها بأصلها لها رضي الله عنها في كتب الحديث عشرة أحاديث. أخرج منها في الصحيحيْن حديث واحد مُتَّفق عليه. روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب، وزين العابدين بن علي بن الحسين، واسحق بن عبدالله بن الحارث، ومسلم بن صفوان. توفيت في المدينة المنوّرة، في عهد الخلفية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، سنة 50 هجرياً. ودُفِنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جميعاً |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|