زوجات الرسول - ماريّة بنت شمعون القبطية
تم التحديث في ربيع الأول 1442 / تشرين الثاني 2020
من النساء ملُك يمين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. قدمت ماريّة إلى المدينة المنوّرة بعد صلح الحديبية في سنة سبع من الهجرة. وذكر المفسّرون أن اسمها ماريّة بنت شمعون القبطية، بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في مكّة المكرّمة، بدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام، وكتب الرسول صلى الله عليه وسلّم كُتباً إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، واهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فاختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم، كسرى أبرويز ملك فارس، المقوقس ملك مصر والنجاشي ملك الحبشة. تلقّى هؤلاء الملوك الرسائل وردّوا ردّاً جميلا، ما عدا كسرى ملك فارس، الذي مزّق الكتاب. وأرسل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته ليقرأ الكتاب إلى المقوقس، فأعجب المقوقس بالكتاب، وختم عليه وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتيْن لهما، مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك. وكانت الهديّة جاريتيْن هما: ماريّة بنت شمعون القبطية رضي الله عنها وأختها سيرين رضي الله عنها. وفي طريق عودة حاطب رضي الله عنه إلى المدينة المنوّرة، عرض على ماريّة وأختها رضي الله عنهما الإسلام ورغبهما فيه، فأكرمهما الله عز وجل بالإسلام
اختار الرسول صلى الله عليه وسلم ماريّة رضي الله عنها وأعطى سيرين رضي الله عنها لشاعره حسّان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه. لماريّة القبطية رضي الله عنها شأن كبير في القرآن الكريم، حيث أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسببها. عاشت ماريّة رضي الله عنها ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة انجبت ماريّة القبطية رضي الله عنها إبراهيم رضي الله عنه، وهي وخديجة رضي الله عنهما الوحيدتان اللتان انجبتا أطفالاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. بعد مرور عام على قدوم ماريّة رضي الله عنها إلى المدينة المنوّرة، حملت ماريّة رضي الله عنها، وفرح النبي صلى الله عليه وسلم لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستّين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء رضي الله عنها. ولدت ماريّة رضي الله عنها في شهر ذي الحجة من السنة 8 هجري طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد سمّاه إبراهيم، تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام، وبهذه الولادة أصبحت ماريّة رضي الله عنها حُرّة. وعاش إبراهيم رضي الله عنه ابن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، ومات إبراهيم رضي الله عنه وهو ابن ثمانية عشر شهراً، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول 10 هجري، وحزنت ماريّة رضي الله عنها حزناً شديداً على موته رضي الله عنه توفيت رضي الله عنها في شهر مُحَرَّم سنة 16 هجري. دعا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ليشهدوا جنازة ماريّة القبطية رضي الله عنها، وصلّى عليها عمر رضي الله عنه في البقيع، ودُفِنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم رضي الله عنهم |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|