زوجات الرسول - هند بنت أبي أميّة
تم التحديث في ربيع الأول 1442 / تشرين الثاني 2020
الزوجة السادسة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. هي هند بنت سهيل (أم سلمة). تُعدَّ أم سلمة رضي الله عنها من أكمل النساء عقلاً وخلقاً، فهي وزوجها أبو سلمة رضي الله عنهما من السابقين إلى الإسلام، هاجرت مع أبي سلمة رضي الله عنه إلى أرض الحبشة، وولدت له (سلمة) ورجعا إلى مكّة المكرّمة، ثم هاجرا معه إلى المدينة المنوّرة. فولدت له ابنتيْن وابناً أيضاً، وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة المنوّرة. واستشهد أبو سلمة رضي الله عنه في المدينة المنوّرة من أثر جرح في غزوة أحد، بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقّين للموت والشهادة. وكان من دعاء أبي سلمة: "اللهم اخلفني في أهلي بخير"، فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة رضي الله عنها، فصارت أُمّاً للمؤمنين، وعلى بنيه: سلمة، وعمر، وزينب رضي الله عنهم، فصاروا ربائب في حجره المُبارك صلى الله عليه وسلم، وذلك في شَوّال سنة 4 هجري. كما كانت رضي الله عنها تعد من فقهاء الصحابة ممّن كان يفتي. وقد خطبها أبو بكر الصِدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما فأبت، فلمّا خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذرت أنها غيورة، وأنها امرأة ذات عيال، وأنها مسنّة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّا أنك مسنّة فأنا أسنُّ منك، وأمّا الغيرة فسيذهبها الله عنك، وأمّا عيالك فإلى الله ورسوله". وتمّ الزواج، وكونه تقدّم إليها بعد رفض صاحبيْه رضي الله عنهما دليل على انتفاء الشهوة في هذا الزواج أي كان المقصود منه حماية أرامل الشهداء، ورعاية أولادهن
كانت رضي الله عنها من النساء العاقلات الناضجات، يشهد لهذا ما حدث يوم الحُدَيْبِيَة، بعد كتابة الصلح، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلّل من نسكهم، وحثّهم على النحر ثم الحلق، فشقّ ذلك على الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولم يفعلوا. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مغضباً، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره، ففطنت رضي الله عنها إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، أتحب أن يمتثلوا لأمرك؟ اخرج فلا تُكلِّم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك". فقام صلى الله عليه وسلم وخرج، ولم يُكلِّم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلمّا رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً. قال الإمام ابن حجر: "وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيْبِيَة تدل على وفور عقلها وصواب رأيها". رضي الله عنها نقل عنها من روياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء، من مختلف الأقطار، حيث روى عنها رضي الله عنها خلق كثير، منهم عائشة رضي الله عنها وأبو سعيد الخدري، وعمر بن أبي سلمة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم، وكذلك ابنتها زينب، وهند بنت الحارث، وكثير من الصحابة والنساء والتابعين ونساء أهل الكوفة رضي الله عنهم. تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتى بلغها مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، لم تلبث بعده إلّا يسيراً اختلف العلماء في سنة وفاتها رضي الله عنها، فمنهم من قال أنها عاشت 84 عاماً وتوفيت سنة 59 هجري، ومنهم من قال أنها عاشت حوالي 90 عاماً، ومنهم من قال أنها توفيت سنة 61 هجري، وكذلك 62 هجري |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|