نوح عليه الصلاة والسلام
تم التحديث في ذي الحِجَّة 1440 / آب 2019
نبي الله عز وجل وأحد الأنبياء أولي العزم صلوات الله عليهم جميعاً. قيل أن المدة بينه وبين سيدنا آدم عليهما الصلاة والسلام عشرة قرون {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} آل عِمران: 33
أرسل الله عز وجل سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام لقومه كي يبعدهم من عبادة الأصنام. وكان في ذلك الوقت خمسة أصنام يعبدونها الناس دون الله عز وجل، من بين تلك الناس زوجة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام وأحد ابناؤه كنعان {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} نوح: 23-24 أصل تلك الأصنام يعود قبل مجيئ سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام. فكان هناك قوم صالحون يعبدون الله عز وجل وهم: وَد وسُوَاع ويغوث ويَعوق ونَسْر. وبعد أن ماتوا حزن الناس عليهم. وصُنِعت لتلك الأشخاص الخمسة أصناماً كي يتذكّرهم الجيل القادم وما من بعده من أجيال. ومع مرور الأجيال أصبحت معتقدات كل جيل جديد تختلف وبدؤوا بالانحراف تدريجياً من عبادة الله عز وجل إلى أن أصبحوا يصدّقون أن تلك الأصنام هي الآلهة، وكان كل ذلك من خطوات الشيطان التي زيّنها لهم ليصبحوا في مرحلة الضلالة دعى سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام قومه لعبادة الله عز وجل وترك الأصنام التي لا فائدة منها. آمن قليلاً برسالة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام منهم الفقراء ورفض الدعوة كثيراً من الناس ومنهم الأغنياء طلب الأغنياء من سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام بأن يطرد المؤمنين كي يؤمنوا برسالته، ولكنه رفض {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الشُعَراء: 114-115 هدّد سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام قومه بأنهم سيعذَّبوا عذاباً شديداً إذا لم ينتهوا من عبادة الأصنام {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} الأعراف: 59. فقالوا له إن لم ينته من إلحاحه عليهم سيرجمونه بالحجارة {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِين} الشُعَراء: 116-118 أمر الله عز وجل من سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام بأن يبني سفينة في الصحراء، سخر منه الكافرون لأنه لم يكن أي ماء في الصحراء. ولكن كان لبناء السفينة هدف أراد الله عز وجل أن يُبيّنه لسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام ولقومه بعدما أنهى سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام من بناء السفينة، أمره الله سبحانه وتعالى بأن يأتي من كل مخلوق زوجيْن كالدواب والطيور. وأمره عز وجل بأن يحضر كل من آمن برسالته معه إلى السفينة ويركبها. وقال له بأن الطوفان سيبدأ وعلى المؤمنين أن يركبوا السفينة. طلب سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام من ابنه كنعان بأن يركب السفينة، لكن ابنه رفض وقال بأنه سينجي من الطوفان بتسلّق أعلى الجبال بدأ الطوفان في الصحراء وكثرت حتى أن قتلت من كفر بالله عز وجل، وبقيت السفينة مبحرة على المياه حتى أن رسخت في جبل يدعى بجبل الجودي، ونجى من كان مع سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام. وابتلعت الأرض المياه التي كانت في الصحراء التي كان فيها سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام وقومه {فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} الشُعَراء: 119-120 سأل سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام ربه عز وجل لماذا لم ينقذ ابنه كنعان. فقال له الله عز وجل بأنه يعلم ما لا يعلمه سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام، فامتثل لأمر ربه عز وجل. أمر الله عز وجل من سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام بأن يهبط على الأرض من السفينة ولكل من كان معه من بشر ومخلوقات كي يبدؤوا دورة حياة جديدة {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} هود: 46-48 مكث سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام في قومه يدعوهم تسعمائة وخمسين سنة ويصبر على أذاهم، فكان من أولي العزم من الرُسُل، واعتُبر الأب الثاني للبشر، لأن أهل الأرض من بعده كانوا من نسل أهل السفينة الذين حملهم معه أمّا قبره عليه الصلاة والسلام، فقد ذكر ابن كثير عن رواية ابن جرير والأزرقي أنه بالمسجد الحرام. وأن وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثير من المتأخرين من أنه ببلدة بالبقاع تُعرف بكرك نوح أبناء سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام هم سام وحام ويافث، وهم من آمن برسالته. ففي تفسير الإمام ابن كثير ذكر في في مسند الإمام أحمد: "عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك". ومن هؤلاء الثلاثة تفرّعت الشعوب إلى أجناس مختلفة كما هو الحال في العالم. فقوم سام تفرّع منه العرب وقوم حام تفرّع منه أهل الهند والسند (ما يُدعى الآن باكستان) والسودان والقبط وغيرهم وقوم يافث تفرّع منه الترك والصين وشعوب يأجوج ومأجوج وغيرهم ذكر الله عز وجل اسم سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام 33 مرة في القرآن الكريم وفي سور مختلفة اكتشف العلماء وجود سفينة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام في جهة جبل الجودي والذي رسخت عليه السفينة. ويقال أن الجبل موجود في العراق. والله تعالى أعلم |
:مواضيع ذات صلة
آدم عليه الصلاة والسلامإدريس عليه الصلاة والسلام سورة الشُعَراء سورة نوح سورة الأعراف
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|