موسى عليه الصلاة والسلام
تم التحديث في ذي الحِجَّة 1440 / آب 2019
نبي من أنبياء الله عز وجل ومن الأنبياء الأولي العزم صلوات الله تعالى عليهم جميعاً. ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم بكليم الله، لأنه النبي الوحيد الذي كلّم الله عز وجل في جبل الطور
أرسله الله عز وجل لبني إسرائيل الذي عان معهم، فكانوا يؤمنوا به في حين، ويكفروا به في أحيان أخرى. وأرسله الله عز وجل أيضاً لفرعون الطاغي الذي علا في الأرض وظلم بني إسرائيل. وقبل أن يولد علموا آل فرعون أن هناك سيولد ولد وستكون نهاية فرعون على يده. فأمر فرعون بقتل أي طفل من الذكور في عام، والعفو عن المواليد الذكور في العام الذي يليه وُلِد سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في العام الذي كان يُقتل فيه الأطفال، وكان له أخاً وهو سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام الذي وُلِد قبله في العام الذي لم يُقتل فيه الأطفال، ولديهما اخت وهي أكبرهم خافت أم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من أن يُقتل ابنها، فأوحى لها الله عز وجل أن تضعه في صندوق وترميه بالنهر، وسيردّه الله عز وجل إليها مرة أخرى، فامتثلت لأمر الله سبحانه وتعالى وقالت لابنتها بأن تلحق الصندوق وتتّبعه {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} القَصَص: 7 توقّف الصندوق عند قصر الفرعون، فالتقطته الجواري وعرضنهن على زوجة فرعون آسية بنت مزاحم، وهي امرأة صالحة، فأحبّته كثيراً وأرادت أن ترعاه. إلّا أن فرعون رفض ذلك وأراد قتله، ولكنها أقنعته بأن ترعاه ربما ينفعهم، فوافق فرعون على إبقائه {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} القَصَص: 9 لم يرض سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يرضع من أي امرأة، فجاءت اخته وقالت لآسية بأن هناك من بني إسرائيل من ستقوم بهذه المهمة. وبفضل الله سبحانه وتعالى جاءت أم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لترضعه دون أن تُعلِم أهل القصر أنها أمه، فوافق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يرضع من أمه. فرحت آسية بذلك وأرادت إبقاء أمه في القصر، لكن أمه قالت أن لديها عائلة ويجب أن ترعاهم، فأذنت آسية لأم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن تأخذه إلى بيتها وأن تحضره في حين وآخر كي تطمئن عليه. وهكذا أوفى الله سبحانه وتعالى بوعده لأم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (13) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} القَصَص: 13-14 كبر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وأصبح قوياً. وفي يوم من الأيام رأى رجل من بني إسرائيل يتشاجر مع رجل من أهل مصر، فاستنجده رجل بني إسرائيل، فجاء سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وضرب رجل مصر وقتله دون قصد، فاستغفر الله عز وجل وقال هذا من عمل الشيطان. وفي اليوم التالي تشاجر نفس الرجل مع قبطي (رجل مصر) وطلب من سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يساعده، لكن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام صبر وعرف أن رجل بني إسرائيل صاحب مشاكل، فقال له سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أنه ضال عن الرشد، فعندما نهى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام القبطي من أن يضرب رجل بني إسرائيل، اعتقد رجل بني إسرائيل أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام سيناصر القبطي، فقال أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً في الأمس؟ فعرف القبطي أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام هو من قتل ذلك الرجل، فأخبر فرعون، وأمر فرعون بإحضاره وقتله. وكان هناك رجل قد سمع الخبر فأسرع إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وكان من الناصحين، وقال له بأن يغادر مصر لأن فرعون يريد قتله ترك المدينة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام خائفاً، وبقي يسير مسافة طويلة حتى وصل لقرية مَدْيَن. فرأى هناك امرأتان واقفتان ومعهما أغنام، فسألهما سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ما خطبكما، فقالتا بأنهما ينتظران الرجال كي ينتهوا من سقي مرعاهم، وأن أبوهما شيخ. فأخذ سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الأغنام وسقاهم وأعادهم للإمرأتان. فذهبتا تقولان قصتهما لوالدهما، فقال لإحداهما بأن تحضره كي يكرمه بما فعل، فجاءت إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام باستحياء وقالت له بأن والدها يريده. فلمّا جاء سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أخبر والدهما عن أهل مصر وأخبره والدهما بأنهم قوماً ظالمون. طلبت ابنته بأن يعمل لدى والده برعي الأغنام لأنها رأته قوي وأمين وصاحب خُلُق حسن أثناء قدومهما للبيت، لأنهما عندما كانا في طريقهما للبيت كشفت الريح عن ساق ابنة الوالد فقرّر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يمشي أمامها كي لا يرى أي شيء. فعرض الوالد بأن يزوّجه إحدى ابنتيه على أن يرعى الأغنام لثمان حجج أو ثمان سنين، فوافق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام اشتاق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام إلى مصر وطلب من الوالد بأن يأخذ زوجته وأولاده ليزور مصر، فوافق. وفي طريقهم إلى مصر أضاعوا الطريق، ثم رأى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ناراً تشتعل عند جبل، فقال لأهله بأن ينتظروا كي يحضر النار لهم. وبقي يسير نحو اتجار النار حتى أن جاء جبل الطور الذي عند وادي طُوى. وهناك كلّمه الله عز وجل، وأعطاه معجزتان لتثبت نبوّته، فقال له الله عز وجل بأن يرمي عصاته، وعندما رماها تحوّلت إلى ثعبان كبير، فخاف سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، لكن الله عز وجل قال له بأن لا يخف سيعيد الثعبان إلى سيرتها الأولى، أي إلى عصا. ثم قال له بأن يخرج يده من جيبه فتصبح بيضاء من غير سوء. وقال له الله عز جل بأن يذهب إلى فرعون الطاغي ليدعوه إلى الإسلام ومعه البرهانيْن، فطلب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من الله عز جل بأن يكون معه أخاه هارون عليه الصلاة والسلام لأنه أفصح لساناً، فقبل الله عز وجل طلبه. وهنا جاءت نبوّتهما عليهما الصلاة والسلام جاء سيدنا موسى وأخيه عليهما الصلاة والسلام إلى فرعون ليدعوهم إلى الإسلام، ولكنه وهامان وقومه استكبروا، فلمّا جاء سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالمعجزتيْن لهم فوجؤوا وقالوا بأن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ساحر. وأمر فرعون بأحضار أفضل السحرة كي يتبيّن لهم أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مجرّد ساحر. فجاءوا السحرة وقالوا لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يلقي عصاته أم يلقوها أولاً، فقال لهم بأن يلقوا عصاهم أولاً، فعندما ألقوهن سحروا أعين الناظرين وخيّل للناظرين أن ما يروه هو ثعابين {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (66) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} طه: 66-67 فعندما ألقى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام عصاه تحوّلت إلى ثعبان كبير التقم كل عصي السحرة. ففزعوا السحرة وقالوا أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ليس بساحر والذي رأوه هو معجزة من الله عز وجل، فآمن السحرة برب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. غضب فرعون وقال بأنه سيعذبهم ويقطع أيديهم وأرجلهم، ولكنهم لم يرجعوا عن كلامهم وبقيوا على إيمانهم {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} الأعراف: 117-122 كان في عهد سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام رجل غني يُدعى قارون، وكان أيضاً من الكافرين والظالمين. فأراد فرعون وقارون بأن يوقفوا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من دعوته للناس. فأرسل قارون امرأة لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لتكذب وتقول أنها فعلت الفاحشة مع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. فعندما قالت ذلك أمام بني إسرائيل استحلفها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن ما تقوله هو الحق وقال لها بأن الله عز وجل سيعذبها عذاباً شديداً إن كانت تكذب، فخافت واعترفت بكذبها وقالت بأن قارون هو من أرسلها لتقول هذا. فدعى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الله عز وجل على قارون، فتقبّل الله عز وجل دعاءه وأرسل غضبه على قارون، فانشقت الأرض وابتلعت كل أملاك قارون وقصره ومات بعدها أرسل الله عز وجل أكثر من عذاب على قوم فرعون لأنهم بقيوا على كفرهم، فأرسل عليهم الفيضان، فذهب رجل ليطلب من سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يدعو الله عز وجل بأن يذهب الفيضان وأنهم سيؤمنون برسالته، فدعى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام الله عز وجل ليذهب الفيضان، لكن فرعون وقومه بقيوا على على كفرهم، ثم دعى عليهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فأرسل الله عز وجل الجراد عليهم، وجاء الرجل من قوم فرعون مرة أخرى ليتحجّج وحدثت نفس النتيجة، بقي سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يدعو الله عز وجل والله سبحانه وتعالى كان يرسل عليهم عذاباً مختلفاً، فبعد الجراد جاء القُمَّل، وبعده جاءت الضفادع، ثم بعدها تحوّل نهر النيل إلى دم فلم يستطيعوا شرب الماء وبعد أن أرجع الله عز وجل مياه النيل إلى شكلها الطبيعي بقيوا على كفرهم، فقرّر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالرحيل من مصر ومعه بني إسرائيل. وبدأ قوم فرعون باللحاق بهم، حتى أن وصل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه إلى البحر الأحمر، ولم يعد هناك أي طريقة للهروب، فبدؤوا بني إسرائيل يشكون، لكن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قال بأن الله عز وجل سيهديه، فهنا جاءت معجزة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يأمر البحر بالانقسام، فانفلق البحر وقيل أنه قد انفلق إلى 12 فلقة، فسار سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه ما بين البحر. فلمّا جاء فرعون وقومه فوجؤوا بما رؤوا، وعرفوا أن هذا ليس بسحر وإنما بمعجرة، ولكنهم بقيوا على كفرهم وبدؤوا باللحاق بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه، وهنا أمر الله عز وجل من جبريل عليه السلام بأن يعيد البحر كما كان، وغرق فرعون وجنوده ونجّا الله عز وجل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وبني إسرائيل. وبعدها آمن فرعون برب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، لكن دعوته لم تُستجب لأنه روحه قد أوشكت على الخروج من جسده ولمّا عَبَر قوم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام سهول شبه جزيرة سيناء، والشمس فيها شديدة ولا مساكن تقيهم الحر ولا شجر يتفيّأون ظلاله، شكوا إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ما يلقون من العناء فدعا ربه عز وجل. فساق الله سبحانه وتعالى إليهم الغمام، كما أنهم لما نفد زادهم أرسل الله عز وجل لهم الرياح تحمل المنَّ والسلوى. ولمّا لم يجدوا ماءً شكوا ذلك إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يضرب الحجر بعصاه فانبجست منه اثنتا عشرة عينًا. ثم إنهم احتاجوا إلى منهاجٍ يتبعونه وشرعٍ يركنون إليه؛ فسأل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ربه عز وجل كتابًا به يهتدون وإلى حكمه يرجعون. فأوصى الله تبارك وتعالى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يصعد إلى الجبل ويمكث فيه ثلاثين ليلة حتى إذا أتمّها أربعين، أعطاه الله عز وجل ألواحًا كُتِبت فيها الوصايا التي يأخذ بها بنو إسرائيل أنفسهم ومن يتعاقب من بعدهم أمر سيدنا موسى أخاه هارون عليهما الصلاة والسلام أن يكون خليفته على بني إسرائيل خلال فترة غيابه للنظر في مصالحهم وشؤونهم. وسار سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام إلى طور سيناء، فكلّمه ربه عز وجل، لكن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام طلب رؤيته. فأراد الله سبحانه وتعالى أن يعلمه أنه إنما طلب شيئًا عظيمًا لا تتحمّله الجبال، فتجلّى الله عز وجل للجبل فصار دكًّا، وخرّ سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام صعقًا. وبعد أن أفاق من غشيته خاطبه الله سبحانه وتعالى بأنه اصطفاه على الناس برسالاته (أسفار التوراة)، وأنه يوحي إليه بلا وساطة بل وبإسماعه ما يريد أن يبلغه إياه. وكان ما كتب في الألواح مواعظ وأحكامًا وتفصيلاً لكل شيء يهم بني إسرائيل ولم تكنْ نفوس أكثر بني إسرائيل راضية بالإيمان، ولذلك قام رجل ماكر فيهم اسمه السامري، تحركت فيه نزوة الشر والفساد بعد غياب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مدة تزيد عن الشهر الذي حدده لغيابه عنهم لملاقاة ربه عز وجل عند جبل الطور، وانتهز السامري ذلك فصنع عجلاً من ذهب وألقى في الذهب قبضة من الرمل قد أخذها من أثر فرس جبريل عليه السلام أثناء انفلاق البحر. فأصبح العجل يخور وقيل بأن الهواء إذا دخل دبر العجل خرج من فمه وكأنه يخور، فأصبح بنو إسرائيل يرقصون ويفرحون وقال لهم بأن العجل هو إلههم وإله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وقد فُتِن بنو إسرائيل بهذا العجل وعبدوه. وقد نهاهم سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام عن ذلك، لكنهم رفضوا نصيحته. فعندما جاء سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام غضب على ما يفعلونه، وعاتب أخوه هارون عليه الصلاة والسلام، ولكنه عرف أن أخاه هارون عليه الصلاة والسلام حاول منعهم، فتاب بني إسرائيل على فعلتهم، وقال لهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يقتلوا بعضاً، أي البريء يقاتل المذنب، وبعد أن قُتِل كثيرٌ منهم طلبوا من سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام المغفرة، فغفر لهم الله عز وجل عليهم. وعوقب السامري بأن ينعزلوا عنه ولا يكلّموه قرُب بنو إسرائيل من الأرض المقدسة من بلاد الشام وهي فلسطين ـ أرض الميعاد التي وعد الله عز وجل سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أن يجعلها مِلكًا للصالحين من ذريته. لكن بني إسرائيل قوم ألفوا الذل في أرض الفراعنة، فلم تكن لهم قوة على الدخول إلى تلك الأرض، ولم يشاءوا أن يذهبوا لأمر ربهم عز وجل، وقالوا لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام إن فيها قومًا جبارين، وإنهم لن يدخلوها ما دام أهلها فيها، ثم قالوا لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يذهب هو والله عز وجل ليقاتلوا الأعداء. فشكا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أمر بني إسرائيل إلى الله عز وجل، فأخبره الله سبحانه وتعالى بأن تلك الأرض محرّمة عليهم بسبب تخاذلهم وجبنهم، وأنهم سيتيهون في الأرض أربعين سنة. فكان بقاء بني إسرائيل في البرِّيّة من عهد خروجهم من مصر إلى أن مات سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وعبروا نهر الأردن وملكوا أريحا وما يتبعها من الأرض غرب الأردن أربعين سنة ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن تنتهي حياة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بعد كفاح طويل وجهاد متواصل مع فرعون وقومه حينًا، ومع بني إسرائيل أحيانًا أخرى، فدفن في زمن التيه. وحدثت قَصَص أخرى مع سيدنا موسى وأخاه هارون عليهما الصلاة والسلام في زمن التيه، مثل قصته مع بني إسرائيل عندما أخذ منهم بعض الناس ليكلّموا الله عز وجل، وقصة المن والسلوى والصخرة التي تفجّر منها 12 منبع ماء، والصخرة التي رفعت وكادت أن تقتلهم، ومع ذلك كانوا يؤمنوا بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ثم يرجعوا إلى ما كانوا عليه من العِناد والكفر. ثم قصته عليه الصلاة والسلام مع الخِضر عليه السلام وقصته مع البقرة التي كان لونها أصفر يسر الناظرين في سورة البَقرة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام هو أكثر نبي ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم. فقد ذكر اسمه في 131 آية وأكثر من 133 مرة كانت زوجة فرعون آسية بنت مزاحم امرأة صالحة، فقد ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم. دعت الله عز وجل بأن ينجيها من أذى فرعون والقوم الظالمين وأن يبني لها بيتاً في الجنة، فتقبّل الله عز وجل دعاءها {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} التَحريم: 11 كان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يلثغ في كلامه، وسبب اللثغة بلسانه عندما كان طفلاً أخذ بلحية فرعون، فغضب فرعون وأمر بقتله، حتى أن جاءت آسية وقالت له بأنه طفل لا يعقل، وقالت بأن يحضروا تمر وجمر وليروا ماذا سيأخذ سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. فأخذ عليه الصلاة والسلام الجمر بيده ووضعها في فمه. فعفا عنه فرعون، فلذلك عندما كبر كان هو وأخاه هارون عليهما الصلاة والسلام معاً في كثير من الأحداث لأن أخاه عليه الصلاة والسلام أفصح لساناً |
:مواضيع ذات صلة
سورة البَقرةقَصَص القرآن الكريم - الخِضر عليه السلام سورة القَصَص هارون عليه الصلاة والسلام سورة طه
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|