قصص القرآن الكريم
ذو القَرنَيْن
ذكر الله عز وجل في سورة الكهف قصة رجل صالح يُدعى بذي القرنين. وتحدث عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا} الكهف: 83
وهب الله تبارك وتعالى ذا القرنين عِلماً، وقد سهّل له الله عز وجل طريق سفره. وكان هناك سبباً أو طريقاً لكل شيء كان يريد أن يصل له {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} الكهف: 84-85. فقد سافر هو وجنوده إلى مشارق الارض ومغاربها. حتى أن جاء عند مغرب الشمس وجدها في نظره أنها تغرب في عين حمئة، أي في ماءٍ عكر، وذلك لأن الشمس تتحرك وتغيب عن مكان الأرض الذي يكون فيه الشخص، فغربت الشمس وكان يراها تغرب وهو واقف أمام البحر. ووصل إلى قوم كان منهم ناس ظالمون، فقال ذو القرنين، أمّا من عمل سيئاً فسيُعذّب، ثم يُعذبه الله عز وجل يوم القيامة. وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} الكهف: 86-88
ثم جاء عند مطلِع الشمس إلى قومٍ وقيل أنهم الزنج، كانت الشمس تطلع عليهم. وقيل أنهم كانوا يدخلون الأسراب وقت النهار، أو يغورون في المياه، ويخرجون وقت الليل لمعايشهم وحرثهم، وكانوا يأكلون السمك. ولم تكن عندهم بنايات ولم تكن جبال تظل عليهم حرارة الشمس {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} الكهف: 89-91
ثم جاء على قوم كانوا يعانون من فساد قبيلتين على الأرض اسمهما يأجوج ومأجوج، فطلبوا منه أن يساعدهم على أن يأخذ أجراً مقابل المساعدة {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} الكهف: 92-94. ووافق ذو القرنين بالمساعدة لكن دون أجر، لأن الله عز وجل أعطاه الكثير من الخير. فساعدوه ببناء حاجزاً كبيراً وطويلاً؛ وهو احضار قطع الحديد ووضعها ما بين الصدفين، والمقصود بالصدفين أي الجبلين، وبعد أن وُضعت قطع الحديد ونُفخ فيها حتى أصبحت شديدة الحرارة، قال لهم بأن يحضروا له النحاس المذاب ليفرغه على البناء أو الحديد الذي بُني ما بين الجبلين. فلم يستطيعوا يأجوج ومأجوج أن يقدروا على السد أو يخرقوه {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} الكهف: 95-96
روا الإمام أحمد حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة حدثنا أبو رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس. قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً، فيعودون إليه كأشد ما كان. حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله، فيستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس. فينشفون المياه ويتحصّن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء. فيبعث الله عليهم نغفاً في رقابهم فيقتلهم بها". قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكراً من لحومهم ودمائهم". وذُكر أن السد الذي بناه ذو القرنين يساوي طوله نحو 250 ذراعاً
وهب الله تبارك وتعالى ذا القرنين عِلماً، وقد سهّل له الله عز وجل طريق سفره. وكان هناك سبباً أو طريقاً لكل شيء كان يريد أن يصل له {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} الكهف: 84-85. فقد سافر هو وجنوده إلى مشارق الارض ومغاربها. حتى أن جاء عند مغرب الشمس وجدها في نظره أنها تغرب في عين حمئة، أي في ماءٍ عكر، وذلك لأن الشمس تتحرك وتغيب عن مكان الأرض الذي يكون فيه الشخص، فغربت الشمس وكان يراها تغرب وهو واقف أمام البحر. ووصل إلى قوم كان منهم ناس ظالمون، فقال ذو القرنين، أمّا من عمل سيئاً فسيُعذّب، ثم يُعذبه الله عز وجل يوم القيامة. وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} الكهف: 86-88
ثم جاء عند مطلِع الشمس إلى قومٍ وقيل أنهم الزنج، كانت الشمس تطلع عليهم. وقيل أنهم كانوا يدخلون الأسراب وقت النهار، أو يغورون في المياه، ويخرجون وقت الليل لمعايشهم وحرثهم، وكانوا يأكلون السمك. ولم تكن عندهم بنايات ولم تكن جبال تظل عليهم حرارة الشمس {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} الكهف: 89-91
ثم جاء على قوم كانوا يعانون من فساد قبيلتين على الأرض اسمهما يأجوج ومأجوج، فطلبوا منه أن يساعدهم على أن يأخذ أجراً مقابل المساعدة {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} الكهف: 92-94. ووافق ذو القرنين بالمساعدة لكن دون أجر، لأن الله عز وجل أعطاه الكثير من الخير. فساعدوه ببناء حاجزاً كبيراً وطويلاً؛ وهو احضار قطع الحديد ووضعها ما بين الصدفين، والمقصود بالصدفين أي الجبلين، وبعد أن وُضعت قطع الحديد ونُفخ فيها حتى أصبحت شديدة الحرارة، قال لهم بأن يحضروا له النحاس المذاب ليفرغه على البناء أو الحديد الذي بُني ما بين الجبلين. فلم يستطيعوا يأجوج ومأجوج أن يقدروا على السد أو يخرقوه {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} الكهف: 95-96
روا الإمام أحمد حدثنا روح حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة حدثنا أبو رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس. قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً، فيعودون إليه كأشد ما كان. حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله، فيستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس. فينشفون المياه ويتحصّن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء. فيبعث الله عليهم نغفاً في رقابهم فيقتلهم بها". قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكراً من لحومهم ودمائهم". وذُكر أن السد الذي بناه ذو القرنين يساوي طوله نحو 250 ذراعاً