عيسى عليه الصلاة والسلام
تم التحديث في ذي الحِجَّة 1440 / آب 2019
نبي الله عز وجل. آخر الأنبياء من بني إسرائيل، تمامًا كما أن آخر الأنبياء والرُسُل من بني الإنسان جميعاً هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ذُكِرَ اسمه في القرآن الكريم بلفظ المسيح تارة، وبلفظ عيسى ابن مريم تارة أخرى
كان عِمران، أبو مريم عليها السلام، رجلاً عظيمًا بين علماء بني إسرائيل. نذرت زوجته بعد أن حملت، بأن تجعل ما في بطنها محرَّرًا لخدمة الله سبحانه وتعالى. فلمّا وضعت كان المولود أنثى فسمّتها مَريَم {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} آل عِمران: 35-37 وقد تقبّلها الله سبحانه وتعالى بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا. ولمّا توفي عِمران كانت ابنته صغيرة، فكفلها زوج خالتها زكريا عليه الصلاة والسلام. فلمّا نشأت وترعرعت على التقوى في بيت سيدنا زكريا عليه الصلاة والسلام، وبلغت سن الصبا، صارت ملائكة الله سبحانه وتعالى تأتيها وتخبرها باصطفاء الله عز وجل لها وتطهيرها من الأدناس، وتحثها على الاجتهاد في العبادة. وكان عندها ثمار الشتاء في وقت الصيف وثمار الصيف في وقت الشتاء، كل هذا بفضل من الله عز وجل نشأت مَريَم عليها السلام نشأةً طهر وعفاف مكلّلة بعناية الله سبحانه وتعالى. ولمّا بلغت مبلغ النساء، نزل عليها المَلَك جبريل عليه السلام، وخافت منه في البداية، لكنه أعلمها أنه مُرسل من عند الله عز وجل ليبشرها بأن الله سبحانه وتعالى سيهب لها غلامًا زكيًّا، وأنه يُسمّى المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام. فقالت له كيف يكون لها ولداً ولم يمسسها أحد، فقال لها أن هذه قدرة الله عز وجل، إن أراد شيئاً قال له كن فيكون. وقال لها أيضاً أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام يكون وجيهًا في الدنيا والآخرة، وأنه يكون من المُقرّبين، ويكلّم الناس في المهد وكهلاً، وأن الله عز وجل سيعلّمه الكتاب والحكمة والتوراة وينزل عليه الإنجيل، وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله سبحانه وتعالى ورحمة منه لعباده، إذ سيكون سبيل خلاصهم بعد أن تجاوز اليهود حدود الله عز وجل وعاثوا في الأرض فساداً، فيجيء لهدايتهم وردّهم عن ضلالهم. والحق أن أمر الحمل جاء عجيباً دالاً على قدرة الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك فليس هذا بأعجب من خلق السموات والأرض وما فيهن من العجائب، ولا من خلق آدم من غير أب أو أم {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} آل عِمران: 45-48 وُلِد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام في بيت لحم على بُعد بضعة كيلومترات من بيت المقدس، ونشأ نشأة محمودة. وبدأت مريم عليها السلام تقلق بما سيقوله الناس عن ولدها عليه الصلاة والسلام، وكيف فعلت ذلك وأبواها من الصالحين، فقال لها سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام بأن تقول لهم أنها صائمة عن الكلام، وأنه سينطق لهم بكلمة الحق وهو في المهد. وهذا ما حدث، وتعجّب الناس من هذه المعجزة {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} مَريَم: 28-33 كان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام غيورًا على الدين منذ صغره حريصًا على تفهّم حكمه وأسراره. كان يُجالس العلماء ويناقشهم، وتمرّس في صباه وشبابه في بيئة علم وحكمة ودين. وقد بُعِث نبيًّا عندما بلغ ثلاثين عامًا، واختار اثني عشر رجلاً ليكونوا تلاميذه، فتتلمذوا له وتعلّموا منه. وكان مجيء سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام لمهمة سامية، بعد أن حرّف بنو إسرائيل شريعة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وجعلوا همّهم جمع المال. وكان من اليهود طائفة أنكروا القيامة وكذّبوا بالحساب والعقاب، وطائفة أخرى ألهتهم الحياة الدنيا فانغمسوا في ملذّاتها كما كان من أغراض مجيئه البشارة باقتراب ملكوت السموات، وهي الشريعة الإلهية التي أرسل الله عز وجل بها النبي الأمّي محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي وعد الله عز وجل بني إسرائيل بقدومه في إنجيل المسيح عليه الصلاة والسلام. لكن الناس على مر الزمان تركوا ذلك الإنجيل، وترتّب على ذلك ضياعه، ثم اتباعهم لقصص ألّفها تلاميذ سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أو تلاميذ تلاميذه لم تسلم من التحريف والتغيير كان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام يذكر للناس، حينما بدأ بإرشادهم ووعظهم وردّهم إلى طاعة الله عز وجل والإخلاص في عبادته، بأنه مؤيّد من الله سبحانه وتعالى بالمعجزات التي لا يقدر عليها غيره. ومن المعجزات التي وهبها الله عز وجل له غير أنه تكلّم في المهد: يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله عز وجل. ومن ذلك أيضًا أنه يُبرئ الأكمه والأبرص (مرض جلدي) ويحيي الموتى بإذن الله عز وجل، وأنه ينبّئهم بما يأكلون ويدّخرون في بيوتهم. وكان يُبيّن لهم أن هذه الآيات كافية للدلالة على صدقه وحملهم على الإيمان به. كما بيّن لهم أنه مُصدِّق للتوراة مؤمن بما فيها وحاثٌّ على اتباعها كان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام مجتهدًا في رسالته وفي دعوته رغم أنه كان وحيدًا فريدًا ليست له عصبة أو قبيلة تُؤازره. لكنه لم يحفل بغضب الناس عليه، فقد تكفّل الله عز وجل بحفظه، وعصمه من الجاحدين برسالته. أراد الحواريّون أن يروا آية تثبت وجود الله عز جل ونبيه عيسى عليه الصلاة والسلام. وقيل أنهم كانوا 12 أو 13، وقيل أيضاً أنهم كانوا 17. فقالوا أنهم يريدون مائدة تنزل من السماء. فسأل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام الله عز وجل، ووافق الله عز وجل على ذلك الطلب، وقال إذا بقيوا على كفرهم فسيُعذبوا عذاباً شديداً {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ} المائِدة: 112-115 ولمّا بدأ الناس يتحدّثون عن معجزات سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام خاف رهبان اليهود أن يتّبع الناس الدين الجديد فيضيع سلطانهم. فذهبوا لملك تلك المناطق وكان تابعاً للروم وقالوا له أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام يزعم أنه ملك اليهود وسيأخذ المُلك منك. فخاف الملك وأمر بالبحث عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ليقتله جاءت روايات كثيرة جداً عن رفع سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إلى السماء، معظمها من الإسرائيليات أو نقلاً عن الإنجيل، والأرجح هي أن عندما بلغ سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أنهم يريدون قتله خرج على أصحابه وسألهم من منهم مستعد أن يلقي الله عز وجل عليه شبهه فيُصلب بدلاً منه ويكون معه في الجنة، فقام شاب، فحنّ عليه سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام لأنه لا يزال شاباً. فسألهم مرة ثانية فقام نفس الشاب فنزل عليه شبه سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ورفع الله عز وجل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أمام أعين الحواريّين إلى السماء. وجاء اليهود وأخذوا الشبه وقتلوه ثم صلبوه. ثم أمسك اليهود الحواريّين فكفر واحد منهم ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس، فظل الحواريّون يدعون بالسر وظل النصارى على التوحيد أكثر من مئتيْن سنة. ثم آمن أحد ملوك الروم واسمه قُسطنطين وأدخل الشركيات في دين النصارى. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "افترق النصارى ثلاث فرق فقالت طائفة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، وقالت طائفة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه، وقالت طائفة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء ثم رفعه الله إليه، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامساً حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم". وأصبح البعض منهم يشك في أمر الذي صُلِب، منهم من اعتقد أنه ليس سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام وإنما وجهه يشبه وجه سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ومنهم من اعتقد أنه هو سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أمّا اليهود، فلم يرد عندهم ما يدل على صُلب أو قتلِ رجل اسمه المسيح، ولا يوجد في تاريخهم الديني شيء من ذلك مطلقًا. فإذا تكلّم اليهود عن المسيح عليه الصلاة والسلام وقتله فإنما ذلك لأنهم يسمعون ما يقوله النصارى من أن المسيح عليه الصلاة والسلام قتله اليهود، معاذ الله أمّا النصارى، فإنهم جعلوا خاتمة أمر المسيح عليه الصلاة والسلام خاتمة شنيعة ومأساة مفجعة. وجعلوا الاعتقاد بحصولها، على الوجه الذي صوّروه أصلاً من أصول دينهم ودعامة من دعائم عقيدتهم، لا يُقبل من نصراني إلّا الإيمان بها، ولا تنفعه عبادة أو عمل صالح دون الاعتقاد بصلب المسيح عليه الصلاة والسلام. وهناك العديد من الفقرات في الإنجيل تثبت أن عيسى هو نبي من الله عز وجل، ولا يوجد حتى فقرة واحدة في الإنجيل تقول أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام قال بأنه إله أو قال لقومه إعبدوني. وأيضاً الكثير من الفقرات في الإنجيل تثبت قدوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. كما أن القرآن الكريم أكّد على ذلك في قوله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} الصَف: 6 وقد أشار القرآن الكريم إلى حقيقة أمر سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام بعد المؤامرة التي دُبِّرت لقتله وصلبه، وبيّن أنه لم يُقتل ولم يُصلب، بل رفعه الله عز وجل إلى السماء ببدنه وروحه. يدل على ذلك قوله تعالى في فرية اليهود والرد عليها وما دار من اختلاف حول ذلك {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} النِساء: 157-158 وبيّن القرآن الكريم أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ما زال حيّاً وأنه سينزل في آخر الزمان ويحكم بين الناس بالعدل متّبعًا في ذلك شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الشريف أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقتل الدجال، ويضع الجزية ولا يقبل إلّا الإسلام، وأن أهل الكتاب سيؤمنوا (اليهود والنصارى) جميعًا قبل موته، ولكن إيمانهم لن يكون مقبولاً، لأنه إيمان يأس وفي أوقات ضيقة لهم {إِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} النِساء: 159. ووُرِد فيما رواه أبو هُرَيْرَة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مَريَم حكمًا مقسطاً وإمامًا عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد". رواه مُسلم والبُخاري وبعد قدوم سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام سيعيش في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفّاه الله عز وجل ويصلّي عليه المسلمون وسيكون هناك خطاب لم يأت وقته بعد بين الله عز وجل وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ويسأل الله عز وجل إن كان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام قال أنه ومَريَم عليهما السلام إلهيْن يعبدونهما الناس من دون الله عز وجل، فيقول له سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أنه لم يقل هذا، وإذا قال ذلك فإن الله عز وجل سيعلم به. وهذا الخطاب هدفه أن يبيّن الله عز وجل للكفار والمشركين ويفضحهم ويخزيهم بما كانوا يقولوه، ويؤكد لهم أن ما كانوا يفعلوه من كفر وشرك هو كلام من عندهم وليس من المسيح عليه الصلاة والسلام {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} المائِدة: 116 ذكر الله عز وجل اسم عيسى في القرآن الكريم 25 مرة، كما ذكر اسم سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام. وتحدّث عن كيفية خلقهما، فهما من تراب، وإن قال الله عز وجل لشيء كن فيكون. فقال الله عز وجل: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عِمران: 59 |
:مواضيع ذات صلة
سورة آل عِمرانقَصَص القرآن الكريم - مَريَم عليها السلام محمد صلى الله عليه وسلم سورة الصَف زكريا عليه الصلاة والسلام
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|