شُعَيب عليه الصلاة والسلام
نبي من أنبياء الله عز وجل. أرسله الله عز وجل لأهل مَدْيَن الفاسدين وهي منطقة بالأردن {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} العنكبوت: 36
كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم. وكانوا ويعبدون شجرة كثيفة تُسمّى الأيكة، وكانوا يسيئون معاملة الناس ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان ويأخذون ما يزيد عن حقهم. فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم رجلاً منهم، هو رسول الله شُعَيب عليه الصلاة والسلام، فدعاهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى وعدم الشرك به ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة من نقص الناس أشياءهم وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم، فقال لهم: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الأعراف: 85
ظل سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام يدعو قومه ويبين لهم الحق، فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم لكن سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام لم ييأس من عدم استجابتهم، بل أخذ يدعوهم ويذكر لهم نعم الله عز وجل التي لا تحصى وينهاهم عن الغش في البيع والشراء. لكن قومه لم يتقبلوا كلامه ولم يؤمنوا به بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} هود: 87. فرد عليهم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام بعبارة لطيفة يدعوهم فيها إلى الحق {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود: 88
وهكذا كان نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام قوي الحجة في دعوته إلى قومه، وقد سمّاه المفسّرون خطيب الأنبياء لبراعته. ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله عز وجل: {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} هود: 89. فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته وقالوا له: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} هود: 91. فقال لهم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} هود: 92. ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله عز وجل إن استمروا على طريق الضلال والعصيان. وعند ذلك خيره قومه بين أمرين: إما العودة إلى دين الآباء والأجداد أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه. ولكن سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم ويفوضون أمرهم لله سبحانه وتعالى. فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب وسخروا من توعده إياهم العذاب ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا، فدعا سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام الله عز وجل بالحكم بينه ومن آمن معه وبين قومه بالعدل والله عز وجل خير الحاكمين {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} الأعراف: 89
طلب الله سبحانه وتعالى من سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام أن يخرج هو ومن آمن معه لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين. ثم سلط الله عز وجل على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار، فخرج الناس يلتمسون النجاة فإذا بسحابة سوداء فظنوا أن فيها المطر والرحمة، فتجمعوا تحتها حتى أظلتهم، لكنها أنزلت عليهم حممًا حارقة ونيراناً ملتهبة أحرقتهم جميعًا، واهتزت الأرض وأخذتهم صيحة أزهقت أرواحهم وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة
نجي الله سبحانه وتعالى سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا معه من العذاب الأليم. قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} هود: 94-95
ذكر الله عز وجل اسم سيدنا شعيب في القرآن الكريم 11 مرة: خمس مرات في سورة الأعراف، أربع مرات في سورة هود، ومرة في سورة الشعراء الآية 177 ومرة في سورة العنكبوت الآية 36
:المصادر
http://quran.muslim-web.com
http://www.islam.mrzky.com
كان يعيش قوم كفار يقطعون الطريق ويسلبون أموال الناس الذين يمرون عليهم. وكانوا ويعبدون شجرة كثيفة تُسمّى الأيكة، وكانوا يسيئون معاملة الناس ويغشُّون في البيع والشراء والمكيال والميزان ويأخذون ما يزيد عن حقهم. فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم رجلاً منهم، هو رسول الله شُعَيب عليه الصلاة والسلام، فدعاهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى وعدم الشرك به ونهاهم عن إتيان الأفعال الخبيثة من نقص الناس أشياءهم وسلب أموال القوافل التي تمر بديارهم، فقال لهم: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الأعراف: 85
ظل سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام يدعو قومه ويبين لهم الحق، فآمن به عدد قليل من قومه وكفر أكثرهم لكن سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام لم ييأس من عدم استجابتهم، بل أخذ يدعوهم ويذكر لهم نعم الله عز وجل التي لا تحصى وينهاهم عن الغش في البيع والشراء. لكن قومه لم يتقبلوا كلامه ولم يؤمنوا به بل قالوا له على سبيل الاستهزاء والتهكم: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} هود: 87. فرد عليهم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام بعبارة لطيفة يدعوهم فيها إلى الحق {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} هود: 88
وهكذا كان نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام قوي الحجة في دعوته إلى قومه، وقد سمّاه المفسّرون خطيب الأنبياء لبراعته. ثم قال لهم ليخوفهم من عذاب الله عز وجل: {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} هود: 89. فأخذوا يهددونه ويتوعدونه بالقتل لولا أهله وعشيرته وقالوا له: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} هود: 91. فقال لهم سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} هود: 92. ثم أخذ يهددهم ويخوفهم من عذاب الله عز وجل إن استمروا على طريق الضلال والعصيان. وعند ذلك خيره قومه بين أمرين: إما العودة إلى دين الآباء والأجداد أو الخروج من البلاد مع الذي آمنوا معه. ولكن سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا معه يثبتون على إيمانهم ويفوضون أمرهم لله سبحانه وتعالى. فما كان من قومه ألا أن اتهموه بالسحر والكذب وسخروا من توعده إياهم العذاب ويستعجلون هذا العذاب إن كان حقًّا، فدعا سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام الله عز وجل بالحكم بينه ومن آمن معه وبين قومه بالعدل والله عز وجل خير الحاكمين {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} الأعراف: 89
طلب الله سبحانه وتعالى من سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام أن يخرج هو ومن آمن معه لأن العذاب سينزل بهؤلاء المكذبين. ثم سلط الله عز وجل على الكفار حرًّا شديدًا جفت منه الزروع والضروع والآبار، فخرج الناس يلتمسون النجاة فإذا بسحابة سوداء فظنوا أن فيها المطر والرحمة، فتجمعوا تحتها حتى أظلتهم، لكنها أنزلت عليهم حممًا حارقة ونيراناً ملتهبة أحرقتهم جميعًا، واهتزت الأرض وأخذتهم صيحة أزهقت أرواحهم وحولتهم إلى جثث هامدة لا حراك فيها ولا حياة
نجي الله سبحانه وتعالى سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام والذين آمنوا معه من العذاب الأليم. قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} هود: 94-95
ذكر الله عز وجل اسم سيدنا شعيب في القرآن الكريم 11 مرة: خمس مرات في سورة الأعراف، أربع مرات في سورة هود، ومرة في سورة الشعراء الآية 177 ومرة في سورة العنكبوت الآية 36
:المصادر
http://quran.muslim-web.com
http://www.islam.mrzky.com