سورة النِّساء
تم التحديث في جُمادى الأولى 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 4 في ترتيب القرآن الكريم. مدنيّة وعدد آياتها 176 ونزلت بعد سورة المُمتَحَنة
جاءت تسميتها النِّساء لكثرة ما وُرِد فيها من الأحكام التي تتعلّق بهن، بدرجة لم توجد في غيرها من السور، ولذا أطلق عليها سورة النِّساء الكبرى مقابل سورة النِّساء الصغرى التي عرفت في القرآن بسورة الطلاق تحدثت سورة النِّساء كشأن السور المدنية باستفاضة عن الأحكام الشرعية، التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين، وهي تُعنَى، بجانب التشريع، بالحديث عن أمور هامة تتعلّق بالمرأة، والبيت، والأسرة، والدولة، والمجتمع تعرضت السورة الكريمة لموضوع المرأة، فصانت كرامتها، وحفظت كيانها، ودعت إلى إنصافها، بإعطائها حقوقها التي فرضها الله سبحانه وتعالى لها كالمهر، والميراث، وإحسان العشرة. كما تعرضت بالتفصيل إلى أحكام الميراث، على الوجه الدقيق العادل، وتحدثت عن المحرمات من النساء: بالنسب، والرضاع، والمصاهرة وتناولت السورة الكريمة تنظيم العلاقات الزوجية، وبينت أنها ليست علاقة جسدية وإنما علاقة إنسانية، وأن المهر ليس أجرًا ولا ثمنًا، وإنما هو عطاء يوثق المحبة، ويديم العشرة، ويربط القلوب ثم تناولت السورة الكريمة حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، وأرشدت الرجل إلى الخطوات التي ينبغي أن يسلكها لإصلاح الحياة الزوجية عند وقوع الخلاف الزوجي، وبينت معنى قوامة الرجل. ثم انتقلت إلى دائرة المجتمع فأمرت بالإحسان في كل شيء وبينت معناه. وانتقلت إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء. ثم وضعت قواعد المعاملات الدولية بين المسلمين والدول الأخرى المحايدة أو المعادية. واستتبعت الأمر بالجهاد حملة ضخمة على المنافقين، كما نبهت إلى خطر أهل الكتاب وبخاصة اليهود، وموقفهم من رُسُل الله الكرام وأيضاً توضّح السورة الكريمة ضلالات النصارى في أمر المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام حيث غالوا فيه حتى عبدوه، ثم زعموا صلبه، مع اعتقادهم بألوهيته، واخترعوا فكرة التثليث فأصبحوا كالمشركين الوثنيين، ودعتهم الآيات الكريمات إلى الرجوع عن ضلالاتهم {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} النِّساء: 171 ختمت السورة الكريمة بتوزيع الميراث لمن لم يكن له ولد وله أخت ومن لم يكن لها ابن ولها أخ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} النِّساء: 176 |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|