سورة المائِدة
تم التحديث في ربيع الثاني 1442 / تشرين الثاني 2020
السورة رقم 5 في ترتيب القرآن الكريم. مدنيّة إلّا الآية 3 ونزلت بعرفات في حجّة الوداع. عدد آياتها 120 ونزلت بعد سورة الفتح
وجاءت تسميتها المائدة لورود ذكر المائدة فيها حيث طلب الحواريون من سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام آية تدل على صدق نبوته، وتكون لهم عيدًا، وقصتها أعجب ما ذكر فيها لاشتمالها على آيات كثيرة ولطف عظيم من الله العلي الكبير. وتُسمّى سورة المائدة أيضاً باسم قُسطاس القرآن، والقُسطاس هو الميزان المستقيم أو الميزان الدقيق سورة المائدة من السور المدنية الطويلة، وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب، إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب، نزلت هذه السورة عند انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية تتناول سورة المائدة الأحكام الشرعية، لأن الدولة الإسلامية كانت في بداية تكوينها بحاجة إلى المنهج الرباني الذي يعصمها من الزلل، ويرسم لها طريق البناء والاستقرار. أمّا الأحكام التي تناولتها السورة فتتمثل في: أحكام العقود، والذبائح، والصيد، والإحرام، ونكاح الكتابيات، والردة، وأحكام الطهارة، وحدّ السرقة، وحد البغي والإفساد في الأرض وهو ما يسميه الفقهاء حدّ الحرابة، وأحكام الخمر والميسر، وكفارة اليمين، وقتل الصيد أثناء الإحرام، والوصية عند الموت، والبحيرة (ناقة) والسائبة، والحكم على من ترك العمل بشريعة الله عز وجل، إلى آخر ما هنالك من الأحكام الشرعية، وأشهرها عدم موالاة اليهود والنصارى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} المائدة: 51 وإلى جانب التشريع قصّ الله عز وجل فيها بعض القصص للعظة والعبرة، فذكر قصة بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهي قصة ترمز إلى التمرد والطغيان من اليهود عندما قال لهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بأن يدخلوا الأرض المقدسة ويقاتلوا أعداءهم، فقالوا أن فيها قوماً جبارين، فكان هناك رجلان منهم كانا يخافان الله عز وجل وقد أنعم الله عز وجل عليهم، قالا للقوم ادخلوا عليهم وتوكّلوا على الله سبحانه وتعالى، ثم قالت بنو إسرائيل: {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} المائدة: 24. ثم طلب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام من الله عز وجل بأن يفرقه هو وأخاه هارون عليهما السلام من بني إسرائيل، فحرّم الله عز وجل على بني إسرائيل الأرض المقدسة لأربعين سنة ثم قصة ابني سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، وهي قصة ترمز إلى الصراع العنيف بين قوى الخير والشر ممثلة في قصة قابيل وهابيل، حيث قتل قابيل أخاه هابيل، وكانت أول جريمة نكراء تحدث في الأرض، أريق فيها الدم البريء الطاهر، والقصة تعرض لنموذجين من نماذج البشرية: نموذج النفس الشريرة الأثيمة، ونموذج النفس الخيرة الكريمة كما ذكرت السورة قصة المائدة التي كانت معجزة لسيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام ظهرت على يديه أمام الحواريين. والسورة أيضًا تعرض لمناقشة اليهود والنصارى في عقائدهم الزائفة، حيث نسبوا إلى الله عز وجل ما لا يليق من الذرية والبنين. ونقضوا العهود والمواثيق، وحرفوا التوراة والإنجيل، وكفروا برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي أواخر السورة الكريمة يذكر الله عز وجل الموقف الرهيب يوم الحشر الأكبر حيث يدعو الله عز وجل فيه السيد المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام في نقاش لم يجري بعد على رؤوس الأشهاد ويسأله ربه عز وجل تبكيتًا للنصارى الذين عبدوه من دون الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} المائدة: 116. ويا له من موقف مخز لأعداء الله عز وجل، تشيب لهوله الرؤوس، وتتفطر من فزعه النفوس |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|