سورة الكَهْف
السورة رقم 18 في ترتيب القرآن الكريم. مكّيّة إلّا الآية 28 ومن الآية 83 إلى الآية 101 فمدنيّة. عدد آياتها 110 ونزلت بعد سورة الغاشية
سميت بالكهف نسبة إلى أصحاب الكهف الذين لبثوا فيه 309 سنوات وهم نائمون، وكانوا من المؤمنين. ومن حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف يعصمه الله عز وجل من فتنة الدجّال. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين". رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
اشتملت سورة الكهف على أربع قصص فيها مواعظ وحكم: قصة أصحاب الكهف، قصة صاحب الجنتين، قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع الخِضر عليه السلام، وقصة ذو القرنين
بدأت السورة الكريمة بالحمد لله، الذي أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم ولم يجعل له أي خطأ أو عوجاً. وتحدث في أوائل الآيات عن ما يبشره القرآن الكريم للذين يعملون الصالحات أنهم في الجنة، وينبّه النصارى الذين ليس له به علم ولا لآبائهم، ويقولون أن لله عز وجل ولداً، فتكون كلمتهم كبيرة الشأن بهذا القول، وما هو إلّا بكذب قد شاع بينهم. ثم تحدث الله عز وجل عن زينة الحياة الدنيا لتكون اختباراً للناس على وجه الأرض، لأنها في الآخر ستكون دنياهم خراب وستكون الأرض غير منبتة ولن تفيدهم
وأول قصة ذكرها الله عز وجل في سورة الكهف هي أصحاب الكهف (من الآية 9 إلى الآية 26)، حيث كانوا إما 3 أو 5 أو 7، ومعهم كلبهم. وكانوا من الناس المؤمنين الذين لم يعبدوا الأصنام التي كانوا يعبدونها أهلهم وأهل قريتهم، ولم يعرف أحدهم الآخر سوى أنهم كانوا متوافقين في الإيمان وعبادة الله عز وجل. فعزلوا أنفسهم من القوم وذهبوا إلى الكهف ولبثوا فيه 309 سنوات قمرية ومن رآهم يعتقد أنهم مستيقظين لتقلّبهم وهم نائمون. واعتقدوا أنهم ناموا يوماً أو بعض يوم بعد أن استيقظوا. وجعل الله عز وجل قصتهم عبرة للأجيال القادمة التي كانت تشك في يوم البعث بعد مرور 309 سنوات، ثم توفاهم الله عز وجل في الكهف
ثم تحدثت السورة عن عبادة الله عز وجل وأن هناك لا ملجأ سوى الله عز وجل. ومن أراد أن يؤمن فليؤمن من أراد أن يكفرفليكفر، لأن الله عز وجل أعد للكافرين ناراً أحاط بهم سرادقها أي حصون أو حيطان، وإن أرادوا أن يستغيثوا فسيغاثوا بماء كعكر الزيت يشوي وجوههم. ثم تحدثت عن أصحاب الجنة أنهم في نعيم وأنهم يلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متّكئين فيها على الأرائك
ثم استكملت السورة الكريمة القصص، والقصة الثانية عن صاحب الجنتين (الآية 32 إلى الآية 43)، وهي مثال للكفار الذين يستكبرون على المساكين والضعفاء من المسلمين، وكيف سيكون مصيرهم. واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما؛ فقال الكلبي: "نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم. والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد، وهما الأخوان المذكوران في سورة الصافات". فقد كانت الجنتين أو الحديقتين بها ثمار كثير وكان بينهما نهراً. فقال لصحابه (أخوه) وهو يخاصمه ويفتخر بنفسه أنه أكثر منه مالاً وولداً، وأنكر قدوم الساعة وقال أنه إذا رُدّ إلى ربه عز وجل سيجد ما هو أفضل. فرد عليه صاحبه وقال أتكفر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً؟ لكن هو الله ربي ولن أشرك به أحداً. وقال له بأن يقول ما شاء الله لا قوة إلّا بالله إذا كان عنده رزق. ثم قال له الرجل الصالح عسى الله عز وجل أن يرزقه أفضل من ما رزق صاحبه، ويصبح ماء حديقتيه غير متوفر له. وهذا ما حصل وندم صاحب الحديقتين على ما فعل وقال يا ليتني لم أشرك بربي أحداً. ولم تكن هناك أي طائفة يكونوا معه لينصروه أو يؤيدوه بعد هلاك حديقتيه
ثم تحدثت السورة عن الحياة، وضرب بها مَثَل كماء أنزل من السماء يختلط مع نبات الأرض ثم تذهب به الرياح فيصبح لا فائدة منه، وكذلك تحدثت عن المال والبنون هي زينة الحياة التي تشغل الناس، والباقيات الصالحات هي أفضل ثواباً، والباقيات الصالحات أي "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر" وزاد بعضهم وقالوا "ولا حول ولا قوة إلّا بالله". وكذلك ذكرت السورة الكريمة يوم القيامة ومصير الكفار وأن أفعالهم مكتوبة في كتاب لكل شخص، ويقولوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا ينسى عمل صغير أو كبير إلّا وقد كتبه
وتحدثت السورة عن عدم سجود إبليس لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام وكيف الناس يعبدون الشيطان وهو وذريته أعداءً لهم، وعن مآواهم النار الذين رأوها وأيقنوا أنهم واقعين فيها ولا يوجد هناك معدلاً لهم فيها. وعن ماذا حدث للناس الذين كذبوا برسالات الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم جميعاً. وإذا أراد الله عز وجل لعجّل لهم العذاب بما فعلوه، ولكنه ذو رحمة واسعة فسيكون هناك يوم القيامة لحساب الناس. وذكّرهم عز وجل بالأقوام السابقة كعاد وثمود وغيرهم عندما هُلكوا، كان لمهلكهم موعد ومدة معينة
ثم ذكرت السورة الكريمة قصة الخِضر عليه السلام الذي وهبه الله عز وجل بعلم كثير (من الآية 60 إلى الآية 82)، وكيف بحث عنه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع فتاه يوشع بن نون عليه السلام بإحضار حوت (سمكة)، وحين أن يختفي الحوت سيعرفا مكان الخِضر عليه السلام، وكيف تعلّم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام منه العِلم الذي أُوتي به الخِضر عليه السلام، بعدما أسرع في أخذ القرار على الأحداث التي وقعت في رحلتهم، والتي بدأت بخرق شق في سفينة كانت للمساكين، وذلك كي لا يأخذها الملك الظالم، ثم قتل الغلام الذي كان كافراً وكان أبواه مؤمنيْن، وبناء الجدار لغلامين يتيمين في مدينة رفض أهلها أن يضيّفوا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام والخِضر عليه السلام. ولم يصبر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام على ما كان يفعله الخِضر عليه السلام، وبعدها وضّح له الخِضر عليه السلام كل شيء قبل فراقهما
ثم ذهبت السورة إلى ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الصالح ذو القرنيْن؛ الذي أيضاً أوتي عِلماً (الآيات 83 إلى 99)، وقد سهّل له الله عز وجل طريق سفره وكان هناك سبباً أو طريقاً لكل شيء كان يريد أن يصل له، فقد سافر هو وجنوده إلى مشارق الارض ومغاربها. ومَرَّ بأكثر من قبيلة أثناء سفره، منهم القوم الذين كان يشتكون من فساد يأجوج ومأجوج، فبنا ذو القرنين سداً يمنع هاتين القبيلتين من أن تفسد في الأرض. وسيبقى السد حصيناً كما ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقترب الساعة
ثم تحدثت السورة الكريمة عن مصير المشركين الذين لم يريدوا أن يؤمنوا بالله عز وجل أنهم في النار، ومصير المؤمنين الذين سيدخلون جنات الفردوس
وفي أواخر السورة الكريمة يخاطب الله عز وجل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له بأن يقول للناس لو أن ماء البحر كان ممتداً ليُكتب عليه كلمات مقارنة لكلمات الله عز وجل من إعجاز وعظم ومنفعة للناس، لنفد البحر في كتابة تلك الكلمات قبل أن تنفد كلمات الله عز وجل، ولو حتى لو جيء بمثله امتداداً آخر. وأيضاً أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر كأي بشر آخر يوحى إليه أنما الله عز وجل إله واحد، فمن أراد أن يلقى ربه ويكون هنيئاً فليعبد الله عز جل ويعمل عملاً صالحاً ولا يشرك أحداً آخر في عبادة الله عز وجل {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو
لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف: 109-110
سميت بالكهف نسبة إلى أصحاب الكهف الذين لبثوا فيه 309 سنوات وهم نائمون، وكانوا من المؤمنين. ومن حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف يعصمه الله عز وجل من فتنة الدجّال. وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين". رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
اشتملت سورة الكهف على أربع قصص فيها مواعظ وحكم: قصة أصحاب الكهف، قصة صاحب الجنتين، قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع الخِضر عليه السلام، وقصة ذو القرنين
بدأت السورة الكريمة بالحمد لله، الذي أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم ولم يجعل له أي خطأ أو عوجاً. وتحدث في أوائل الآيات عن ما يبشره القرآن الكريم للذين يعملون الصالحات أنهم في الجنة، وينبّه النصارى الذين ليس له به علم ولا لآبائهم، ويقولون أن لله عز وجل ولداً، فتكون كلمتهم كبيرة الشأن بهذا القول، وما هو إلّا بكذب قد شاع بينهم. ثم تحدث الله عز وجل عن زينة الحياة الدنيا لتكون اختباراً للناس على وجه الأرض، لأنها في الآخر ستكون دنياهم خراب وستكون الأرض غير منبتة ولن تفيدهم
وأول قصة ذكرها الله عز وجل في سورة الكهف هي أصحاب الكهف (من الآية 9 إلى الآية 26)، حيث كانوا إما 3 أو 5 أو 7، ومعهم كلبهم. وكانوا من الناس المؤمنين الذين لم يعبدوا الأصنام التي كانوا يعبدونها أهلهم وأهل قريتهم، ولم يعرف أحدهم الآخر سوى أنهم كانوا متوافقين في الإيمان وعبادة الله عز وجل. فعزلوا أنفسهم من القوم وذهبوا إلى الكهف ولبثوا فيه 309 سنوات قمرية ومن رآهم يعتقد أنهم مستيقظين لتقلّبهم وهم نائمون. واعتقدوا أنهم ناموا يوماً أو بعض يوم بعد أن استيقظوا. وجعل الله عز وجل قصتهم عبرة للأجيال القادمة التي كانت تشك في يوم البعث بعد مرور 309 سنوات، ثم توفاهم الله عز وجل في الكهف
ثم تحدثت السورة عن عبادة الله عز وجل وأن هناك لا ملجأ سوى الله عز وجل. ومن أراد أن يؤمن فليؤمن من أراد أن يكفرفليكفر، لأن الله عز وجل أعد للكافرين ناراً أحاط بهم سرادقها أي حصون أو حيطان، وإن أرادوا أن يستغيثوا فسيغاثوا بماء كعكر الزيت يشوي وجوههم. ثم تحدثت عن أصحاب الجنة أنهم في نعيم وأنهم يلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متّكئين فيها على الأرائك
ثم استكملت السورة الكريمة القصص، والقصة الثانية عن صاحب الجنتين (الآية 32 إلى الآية 43)، وهي مثال للكفار الذين يستكبرون على المساكين والضعفاء من المسلمين، وكيف سيكون مصيرهم. واختلف في اسم هذين الرجلين وتعيينهما؛ فقال الكلبي: "نزلت في أخوين من أهل مكة مخزوميين، أحدهما مؤمن وهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم. والآخر كافر وهو الأسود بن عبد الأسد، وهما الأخوان المذكوران في سورة الصافات". فقد كانت الجنتين أو الحديقتين بها ثمار كثير وكان بينهما نهراً. فقال لصحابه (أخوه) وهو يخاصمه ويفتخر بنفسه أنه أكثر منه مالاً وولداً، وأنكر قدوم الساعة وقال أنه إذا رُدّ إلى ربه عز وجل سيجد ما هو أفضل. فرد عليه صاحبه وقال أتكفر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً؟ لكن هو الله ربي ولن أشرك به أحداً. وقال له بأن يقول ما شاء الله لا قوة إلّا بالله إذا كان عنده رزق. ثم قال له الرجل الصالح عسى الله عز وجل أن يرزقه أفضل من ما رزق صاحبه، ويصبح ماء حديقتيه غير متوفر له. وهذا ما حصل وندم صاحب الحديقتين على ما فعل وقال يا ليتني لم أشرك بربي أحداً. ولم تكن هناك أي طائفة يكونوا معه لينصروه أو يؤيدوه بعد هلاك حديقتيه
ثم تحدثت السورة عن الحياة، وضرب بها مَثَل كماء أنزل من السماء يختلط مع نبات الأرض ثم تذهب به الرياح فيصبح لا فائدة منه، وكذلك تحدثت عن المال والبنون هي زينة الحياة التي تشغل الناس، والباقيات الصالحات هي أفضل ثواباً، والباقيات الصالحات أي "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر" وزاد بعضهم وقالوا "ولا حول ولا قوة إلّا بالله". وكذلك ذكرت السورة الكريمة يوم القيامة ومصير الكفار وأن أفعالهم مكتوبة في كتاب لكل شخص، ويقولوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا ينسى عمل صغير أو كبير إلّا وقد كتبه
وتحدثت السورة عن عدم سجود إبليس لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام وكيف الناس يعبدون الشيطان وهو وذريته أعداءً لهم، وعن مآواهم النار الذين رأوها وأيقنوا أنهم واقعين فيها ولا يوجد هناك معدلاً لهم فيها. وعن ماذا حدث للناس الذين كذبوا برسالات الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم جميعاً. وإذا أراد الله عز وجل لعجّل لهم العذاب بما فعلوه، ولكنه ذو رحمة واسعة فسيكون هناك يوم القيامة لحساب الناس. وذكّرهم عز وجل بالأقوام السابقة كعاد وثمود وغيرهم عندما هُلكوا، كان لمهلكهم موعد ومدة معينة
ثم ذكرت السورة الكريمة قصة الخِضر عليه السلام الذي وهبه الله عز وجل بعلم كثير (من الآية 60 إلى الآية 82)، وكيف بحث عنه سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع فتاه يوشع بن نون عليه السلام بإحضار حوت (سمكة)، وحين أن يختفي الحوت سيعرفا مكان الخِضر عليه السلام، وكيف تعلّم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام منه العِلم الذي أُوتي به الخِضر عليه السلام، بعدما أسرع في أخذ القرار على الأحداث التي وقعت في رحلتهم، والتي بدأت بخرق شق في سفينة كانت للمساكين، وذلك كي لا يأخذها الملك الظالم، ثم قتل الغلام الذي كان كافراً وكان أبواه مؤمنيْن، وبناء الجدار لغلامين يتيمين في مدينة رفض أهلها أن يضيّفوا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام والخِضر عليه السلام. ولم يصبر سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام على ما كان يفعله الخِضر عليه السلام، وبعدها وضّح له الخِضر عليه السلام كل شيء قبل فراقهما
ثم ذهبت السورة إلى ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الصالح ذو القرنيْن؛ الذي أيضاً أوتي عِلماً (الآيات 83 إلى 99)، وقد سهّل له الله عز وجل طريق سفره وكان هناك سبباً أو طريقاً لكل شيء كان يريد أن يصل له، فقد سافر هو وجنوده إلى مشارق الارض ومغاربها. ومَرَّ بأكثر من قبيلة أثناء سفره، منهم القوم الذين كان يشتكون من فساد يأجوج ومأجوج، فبنا ذو القرنين سداً يمنع هاتين القبيلتين من أن تفسد في الأرض. وسيبقى السد حصيناً كما ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقترب الساعة
ثم تحدثت السورة الكريمة عن مصير المشركين الذين لم يريدوا أن يؤمنوا بالله عز وجل أنهم في النار، ومصير المؤمنين الذين سيدخلون جنات الفردوس
وفي أواخر السورة الكريمة يخاطب الله عز وجل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له بأن يقول للناس لو أن ماء البحر كان ممتداً ليُكتب عليه كلمات مقارنة لكلمات الله عز وجل من إعجاز وعظم ومنفعة للناس، لنفد البحر في كتابة تلك الكلمات قبل أن تنفد كلمات الله عز وجل، ولو حتى لو جيء بمثله امتداداً آخر. وأيضاً أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر كأي بشر آخر يوحى إليه أنما الله عز وجل إله واحد، فمن أراد أن يلقى ربه ويكون هنيئاً فليعبد الله عز جل ويعمل عملاً صالحاً ولا يشرك أحداً آخر في عبادة الله عز وجل {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو
لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف: 109-110