سورة الحِجْر
تم التحديث في جُمادى الأولى 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 15 في ترتيب القرآن الكريم. مكّيّة إلّا الآية 87 فمدنيّة. عدد آياتها 99 ونزلت بعد سورة يوسُف
جاءت تسميتها الحِجْر لأن الله سبحانه وتعالى ذكر ما حدث لقوم سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام، وهم قبيلة ثمود، وديارهم في الحِجر وهو وادٍ بين المدينة والشام، فقد كانوا أشداء ينحتون الجبال ليسكنوها، وكأنهم مخلّدون في هذه الحياة، لا يعتريهم موت ولا فناء، فبينما هم آمنون مطمئنون جاءتهم صيحة العذاب في وقت الصباح سورة الحِجر يدور محورها حول مصارع الطغاة والمكذبين لرُسُل الله عليهم الصلاة والسلام في شتى الأزمان والعصور، ولهذا ابتدأت السورة بالإنذار والتهديد عرضت السورة لدعوة الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم جميعاً، وبينت موقف أهل الشقاوة والضلالة من الرسل الكرام، فما من نبي إلّا سخر منه قومه الضالون، من بعثة شيخ الأنبياء سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام، إلى بعثة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعرضت السورة للآيات الباهرات المنبثة في صفحة هذا الكون العجيب الذي ينطق بآثار خلقه، ويشهد بجلال عظمة الخالق الكبير. وعرضت السورة إلى قصة البشرية الكبرى، قصة الهدى والضلال، ممثلة في خلق سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، وعدوه اللدود إبليس اللعين، وما جرى من سجود الملائكة لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، واستكبار إبليس عن السجود، فبشّره الله عز وجل بعذاب شديد هو ومن تبعه، وأننهم سيخلون النار، وذكر الله عز وجل دخول الكفار الجحيم من سبعة أبواب مختلفة {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} الحِجر: 42-44 ومن قصة سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، تمضي السورة إلى قَصَص بعض الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتثبيتًا لقلبه الشريف، لئَلا يتسرّب إليه اليأس والقنوط؛ فذكر قصة سيدنا لوط، وشعيب، وصالح عليهم الصلاة والسلام، وما حلّ بأقوامهم المكذبين وتختتم السورة الكريمة بتذكير الرسول صلى الله عليه وسلم بالنعمة العظمى عليه بإنزال هذا الكتاب المجيد المعجز، وتأمره بالصبر والسلوان على ما يلقاه من أذى المشركين وتبشره بقرب النصر له وللمؤمنين وأمر الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الناس للإسلام جهراً، حيث كان يدعوهم سرّاً، فأنزل الله عز وجل الآية الكريمة التي تدعو إلى الجهر بالدعوة {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} الحِجر: 94 |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|