سورة الإسراء
تم التحديث في ربيع الثاني 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 17 في ترتيب القرآن الكريم. مكّيّة إلّا الآيات 26 و32 و33 و57 ومن الآية 73 إلى 80 فمدنيّة. عدد آياتها 111 ونزلت بعد سورة القَصَص. ويوجد سجدة في الآية رقم 109
جاءت تسميتها الإسراء لتلك المعجرة الباهرة معجزة الإسراء التي خصّ الله سبحانه وتعالى بها نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اهتمت سورة الإسراء بأصول الدين: الوحدانية والرسالة والبعث، ولكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وما أيّده به الله عز وجل من المعجزات تعرّضت السورة الكريمة لمعجزة الإسراء التي كانت مظهرًا من مظاهر التكريم الإلهي، لخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم بسبب أذى قريش له بعد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب. فقبل الهجرة بعام، تم الإسراء والمِعراج. فقد أصبح محمد صلى الله عليه وسلم يُحدِّث الناس ذلك اليوم بأنه قد أُسرِي به إلى المسجد الأقصى، وصلّى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيه ركعتيْن وأمّ بالأنبياء صلوات الله تعالى عليهم ثم عُرِج به إلى السماء وعاد إلى المسجد الأقصى ثم مكّة المكرّمة في نفس الليلة. وكذّبته قريش، وصدّقه المؤمنون وفي مقدمتهم أبو بكر الصِدّيق رضي الله عنه. وفي تلك الليلة المباركة فرض الله عز وجل عليه الصلوات الخمس، وكانت بالأول خمسين صلاة، ثم خفّفها إلى خمس تفضُّلاً منه ورحمة منه ولطفًا بعباده. وقد تناولت سورة النجم مِعراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء أيضًا. اختلف العلماء في وقت وقوع حادثة الإسراء والمِعراج، وكثير من الناس يعتقدون أنها وقعت في ليلة 27 من شهر رَجَب، وهذا خطأ. لأنه لم يثبت في سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم تاريخها، ولكنها حدثت في جزءٍ من الليلة وتحدثت سورة الإسراء عن بني إسرائيل، وما كتب الله سبحانه وتعالى عليهم من التشرد في الأرض مرتيْن بسبب طغيانهم وفسادهم وعصيانهم لأوامر الله عز وجل {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} الإسراء: 4. وتحدثت عن بعض الآيات الكونية التي تدل على العظمة والوحدانية {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} الإسراء: 12 وتعرّضت السورة إلى بعض الآداب الاجتماعية والأخلاق الفاضلة الكريمة، فحثّت عليها {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} الإسراء: 23. وتحدثت عن ضلالات المشركين حيث نسبوا إلى الله سبحانه وتعالى الصاحبة والولد، وأنّهم نسبوا لله عز وجل البنات اللائي لا يرضونهن لأنفسهم {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا} الإسراء: 40 وتحدثت عن البعث والنشور والمعاد والجزاء الذي كثر حوله الجدل، وأقامت الأدلة والبراهين على إمكانه، ثم تحدثت عن القرآن العظيم، وذكرت تعنّت المشركين في اقتراحاتهم حيث طلبوا معجزة أخرى غير القرآن {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا} الإسراء: 90 وختمت السورة الكريمة بتنزيه الله عز وجل عن الشريك والولد وعن صفات النقص {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} الإسراء: 111 |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|