سورة الأنفال
تم التحديث في جُمادى الأولى 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 8 في ترتيب القرآن الكريم. مدنيّة إلّا من آية 30 إلى 36 فمكيّة.عدد آياتها 75 ونزلت بعد سورة البقرة
جاءت تسميتها الأنفال لسبب نزولها {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} الأنفال: 1 سورة الأنفال من السور التي عُنِيت بجانب التشريع، وبخاصة فيما يتعلّق بالغزوات والجهاد في سبيل الله عز وجل، فقد عالجت بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيرًا من التشريعات الحربية. وكلمة أنفال تعني الغنائم، وهي غنائم معركة بدر كان نزول هذه السورة عقب غزوة بدر التي كانت فاتحة الغزوات في تاريخ الإسلام المجيد، وبداية النصر لجند الرحمن عز وجل، حتى سمّاها بعض الصحابة سورة بدر لأنها فصّلت في أحداث الموقعة بإسهاب. ومن المعلوم أن غزوة بدر كانت في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وكانت هي الجولة الأولى من جولات الحق مع الباطل، وردّ البغي والطغيان، فكانت غزوة بدر نصرًا للمؤمنين، وهزيمة للمشركين :وخلال استعراضها لأحداث بدر، وجهت المؤمنين إلى قواعد الجهاد والقتال داعية إيّاهم لاتباعها التوجيه الأول جاء فيه التحذير من الفرار من المعركة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} الأنفال: 15 أمّا التوجيه الثاني فقد جاء فيه الأمر بالسمع والطاعة لأمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} الأنفال 20. كما صوّرت الآيات الكافرين بالأنعام السارحة التي لا تسمع ولا تعي ولا تستجيب لدعوة الحق أمّا التوجيه الثالث فقد بيّن فيه أن ما يدعوهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم فيه حياتهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} الأنفال: 24 أمّا التوجيه الرابع فقد نبّههم إلى أن إفشاء سر الأمة للأعداء خيانة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللأمة أيضًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} الأنفال: 27 أمّا التوجيه الخامس فقد لفت نظرهم فيه إلى ثمرة التقوى، وذكّرهم بأنها أساس الخير {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الأنفال: 29 أمّا التوجيه السادس فقد وضّح لهم فيه طريق العزة وأسّس النصر وذلك بالثبات أمام الأعداء، والصبر عند اللقاء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الأنفال: 45 وفي سورة الأنفال ذكر الله عز وجل تزويد المسلمين بألف من الملائكة عليهم السلام في المعركة {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} الأنفال: 9. وذكر الله عز وجل أيضاً في سورة آل عِمران بتمديد ثلاثة آلاف من الملائكة مع، وإن صبروا المسلمين فسيمدهم الله عز وجل بخمسة آلاف من الملائكة معهم في معركة بدر لينصرهم على المشركين. وأوضح ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير في الآيات عن عدد الملائكة حيث قال: "وقد جاء في سورة الأنفال عند ذكره وقعة بدر أن الله وعدهم بمدد من الملائكة عدده ألف بقوله: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ. وذكر هنا أن الله وعدهم بثلاثة آلاف ثم صيرهم إلى خمسة آلاف. ووجه الجمع بين الآيتين أن الله وعدهم بألف من الملائكة وأطمعهم بالزيادة بقوله مردفين أي مردفين بعدد آخر، ودل كلامه هنا على أنهم لم يزالوا وجلين من كثرة عدد العدو، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين أراد الله بذلك زيادة تثبيتهم ثم زادهم ألفين إن صبروا واتقوا. وبهذا الوجه فسّر الجمهور، وهو الذي يقتضيه السياق. وقد ثبت أن الملائكة نزلوا يوم بدر لنصرة المؤمنين، وشاهد بعض الصحابة طائفة منهم، وبعضهم شهد آثار قتلهم رجالاً من المشركين". وذكر الله عز وجل معركة بدر بإيجاز في سورة آل عِمران وختمت السورة بالولاية الكاملة بين المؤمنين، وأنه مهما تناءت ديارهم، واختلفت أجناسهم فهم أمة واحدة. ولا ولاية بين المؤمنين والكافرين {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} الأنفال: 73 |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|