سورة الأنعام
تم التحديث في جُمادى الأولى 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 6 في ترتيب القرآن الكريم. مكًيّة إلّا الآيات 20 و23 و91 و93 و114 و141 و151 و152 و153 فمدنيّة. عدد آياتها 165 ونزلت بعد سورة الحِجر. والسورة الوحيدة التي ذكر الله سبحانه وتعالى لفظ جلالته (الله) مرتيْن متتاليتيْن في الآية رقم 124 {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ} الأنعام: 124
جاءت تسميتها الأنعام لورود ذكر الأنعام فيها {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} الأنعام: 136. ورُوِي أن مشركي مكة قالوا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ومعه ملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنّك رسوله، فأنزل الله عز وجل: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} الأنعام: 7 سورة الأنعام من السور المكية الطويلة يدور محورها على أهداف السور المكية فقد تناولت العقيدة وأصول الإيمان وتناولت خلال ذلك القضايا الأساسية: قضية الألوهية، وقضية الوحي والرسالة، وقضية البعث والجزاء أفاضت السورة في الحديث حول الأصول الأساسية للدعوة الإسلامية وسلاحها في ذلك الحجج الدامغة والدلائل الباهرة، والبرهان القاطع في طريق الإلزام والإقناع لأن السورة نزلت في مكّة المكرّمة على قوم مشركين. فاستخدمت أسلوب التقرير، وأسلوب التلقين. أمّا أسلوب التقرير فإن السورة تعرض الأدلة المتعلّقة بتوحيد الله عز وجل، والدلائل المنصوبة على وجوده وقدرته، وسلطانه وقهره، في صورة الشأن المسلّم، وتضع لذلك ضمير الغائب عن الحسّ الحاضر في القلب، الذي لا يماري فيه قلب سليم ولا عقل راشد {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} الأنعام: 2 وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} الأنعام: 18 {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الأنعام: 60 أمّا أسلوب التلقين فإنه يظهر جليًا في تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم تلقين الحجة ليقذف بها في وجه الخصم بحيث تأخذ عليه سمعه، وتملك عليه قلبه، فلا يستطيع التخلّص أو التفلّت منها، ويأتي هذا بطريق السؤال والجواب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} الأنعام: 19. وتعرض لتوحيد الله عز وجل في الخلق والإيجاد، والتشريع والعبادة مستعرضة قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأممهم للعظة والاعتبار |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|