سورة آل عِمران
تم التحديث في جُمادى الأولى 1442 / كانون الأول 2020
السورة رقم 3 في ترتيب القرآن الكريم. مدنيّة وعدد آياتها 200 ونزلت بعد سورة الأنفال
جاءت تسميتها آل عِمران لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة آل عِمران والد مريم أم سيدنا عيسى عليهما السلام، وما تجلّى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام سورة آل عِمران من السور العظيمة التي تعالج أمور التشريع، جاء في فضلها ما رُوِي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "يُؤتَى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمهم سورة البقرة وآل عِمران". أخرجه مُسلم آل عِمران من السور المدنية الطويلة، تناولت العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جلّ وعلا، فقد جاءت الآيات الكريمة لإثبات الوحدانية والنبوة، وإثبات صدق القرآن الكريم، والردّ على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول الإسلام والقرآن الكريم وأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وتناولت جانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله عز وجل، وبعض الأحكام الشرعية كفرضية الحج والجهاد، وأمور الربا، وحكم مانع الزكاة. وقد جاء الحديث بالإسهاب عن الغزوات كغزوة بدر وغزوة أحد، والدروس التي تلقاها المؤمنون من تلك الغزوات، فقد انتصروا في بدر وهُزِموا في أُحُد بسبب عصيانهم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وسمعوا بعد الهزيمة من الكفار والمنافقين كثيرًا من كلمات الشماتة والتخذيل ومن المعارك التي ذُكِرت في هذه السورة الكريمة بصورة مجملة هي معركة بني قينقاع. فقال الله عز وجل: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ} آل عِمران: 12-13 وقد أفاضت السورة الحديث عن النصارى من أهل الكتاب الذين جادلوا في شأن المسيح عليه الصلاة والسلام، وزعموا ألوهيته، وكذبوا برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنكروا القرآن الكريم، وقد تناول الحديث عنهم ما يقرب من نصف السورة الكريمة، وكان فيها الردّ على الشبهات التي أثاروها بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة، وجاء ضمن هذا الرد الحاسم بعض الإشارات والتقريعات لليهود، والتحذير للمسلمين من كيد ودسائس أهل الكتاب. وختمت بتلك الوصية الفذة الجامعة في فضل الجهاد والمجاهدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آل عِمران: 200 ذكر الله عز وجل غزوتا أُحُد وبدر في سورة آل عِمران. لم يُذكر اسم غزوة أُحُد في السورة الكريمة، إنما وضّحت الآيات الكريمة على ذلك {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} آل عِمران: 121-122. ثم من الآية 139 إلى الآية 175 وبينهما آيات ليست في موضوع الغزوة، وليس في القرآن الكريم ذكر اسم غزوة أُحُد صراحة، إذ ليس في القرآن الكريم التصريح باسم غزوة ما عدا بدراً في سورة آل عِمران {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عِمران: 123 أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائل لملوك الدول الذين حوله ليدعوهم إلى الإسلام، منهم ملك الروم هِرَقل، ومن ضمن الرسالة ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الآية 64 من سورة آل عِمران تدعوه إلى أن يأتي هو وقومه إلى كلمة سواء، وهي أن نشهد بأن لا إله إلّا الله وأن لا نشرك به شيئاً {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون} آل عِمران: 64 |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|