أيّوب عليه الصلاة والسلام
نبي من أنبياء الله عز وجل، عُرف بصبره الشديد وتحمّله بما ابتلاه الله عز وجل. وذلك اثبات للشيطان أن نبي الله عز وجل لن ييأس من رحمته حتى ولو كان ابتلاؤه شديداً {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الأنعام: 84
كان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي المتسعة بأرض البثينة من أرض حوران، وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له وكان له أولاد وأهلون كثير
اختبره الله عز وجل وأخذ منه كل ما يمتلك من المال والأولاد، وابتلى في جسده بأنواع البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بها. وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه. وطال مرضه حتى عافه الجليس
أُخرج سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام من بلده، وانقطع عنه الناس ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته. كانت ترعى له حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها. فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته. وضُعف حالها وقل ما لها حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه، وتقود بأوده رضي الله عنها وأرضاها وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد وما يختص بها من المصيبة بالزوج وضيق ذات اليد وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة الحرمة
ولم يزد هذا كله سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام إلّا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً، حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه الصلاة والسلام، ويضرب المثل أيضاً بما حصل له من أنواع البلايا. وكان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام أول من أصابه الجدري. وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال وتساقط لحمه حتى لم يبق إلّا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك؟ فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحاً فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة؟ فجزعت من هذا الكلام
كانت زوجة سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام تخدم الناس بالأجر وتطعم سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام. ثم إن الناس لم يكونوا يوافقوا على أن تعمل لديهم لعلمهم أنها زوجته خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته. وبعد أن لم تجد من يعطيها عمل عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير. فأحضرته لسيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام فقال: من أين لك هذا؟ وكان قد أنكره، فقالت: خدمت به أناساً. فلما كان الغد لم تجد أحداً فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به، فأنكره أيضاً وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام، فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} الأنبياء: 83
كان لسيدنا أيوب عليه الصلاة واسلام، أخوان فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه. فقاما من بعيد فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا. فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعاناً وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم بعزتك. وخر ساجداً وقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني. فما رفع رأسه حتى كشف عنه
وقيل ايضاً في المستدرك أن نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له. كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه: "يعلم الله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين". قال له صاحبه: "وما ذاك ؟" قال: "منذ ثماني عشر سنة لم يرحمه ربه فكشف ما به". فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب: "لا أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق"ء
وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} ص: 42. فاستبطأته، فتلقته تنظر وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: "أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً". قال: "فإني أنا هو"ء
وكان له أندران، أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية وجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: "يا عبد الله هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب"، وجعلت تكلمه ساعة قال: "ولعل أنا أيوب". قالت: "أتسخر مني يا عبد الله؟" فقال: "ويحك أنا أيوب قد رد الله عليّ جسدي"ء
ورد الله عز وجل عليه ماله وأولاده. فقد أنبع الله عز وجل له عيناً باردة الماء وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها وعندما فعل ذلك أذهب الله عز وجل عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض الذي كان في جسده ظاهراً وباطناً. وأبدله الله عز وجل بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة وجمالاً تاماً ومالاً كثيراً حتى صب له من المال صباً مطراً عظيماً جراداً من ذهب. وبدّل الله عز وجل له أهله في قوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ} ص: 43، أي أن الله عز وجل أحياهم بأعيانهم وقيل أيضاً أن الله عز وجل قد عوّضه عنهم في الدنيا بدلهم وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة، ورفعنا عنه شدته وكشفنا ما به من ضر رحمة منا به ورأفة وإحساناً. وهذه تذكرة لمن ابتلي في جسده أو ماله واستعاد له الله عز وجل كل شيء بعد أن صبر سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام. وأعاد الله عز وجل إلى إمرأته شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرون ولداً ذكراً، وعاش سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية
كان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام قد حلف بأن يضرب زوجته مائة سوط، وسبب حلفه لذلك لأنه اعترضها الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لسيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام، فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان فحلف ليضربها مائة سوط. فلمّا عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً وهو كالعثكال الذي يجمع الشماريخ فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة ويكون بمنزلة المائة ضربة، ولم تصب زوجته بأي أذى من هذه الضربة. وهذ دليل على رحمة الله عز وجل بزوجته الصالحة وأيضاً أن سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام قد أصدق عندما حلف
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ص: 44}
توفي سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام وعمره ثلاثاً وتسعين سنة، وقيل ايضاً انه عاش أكثر من ذلك. والله سبحانه وتعالى أعلم
ذكر الله عز وجل اسم سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام أربع مرات في القرآن الكريم: في سورة النساء الآية رقم 163، وفي سورة الأنعام الآية رقم 84، وفي سورة الأنبياء الآية رقم 83 وفي سورة ص الآية رقم 41
والدة سيدنا أيّوب عليه الصلاة والسلام هي إحدى بنات سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام
كان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي المتسعة بأرض البثينة من أرض حوران، وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له وكان له أولاد وأهلون كثير
اختبره الله عز وجل وأخذ منه كل ما يمتلك من المال والأولاد، وابتلى في جسده بأنواع البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بها. وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه. وطال مرضه حتى عافه الجليس
أُخرج سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام من بلده، وانقطع عنه الناس ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته. كانت ترعى له حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها. فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته. وضُعف حالها وقل ما لها حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه، وتقود بأوده رضي الله عنها وأرضاها وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد وما يختص بها من المصيبة بالزوج وضيق ذات اليد وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة الحرمة
ولم يزد هذا كله سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام إلّا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً، حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه الصلاة والسلام، ويضرب المثل أيضاً بما حصل له من أنواع البلايا. وكان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام أول من أصابه الجدري. وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال وتساقط لحمه حتى لم يبق إلّا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك؟ فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحاً فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة؟ فجزعت من هذا الكلام
كانت زوجة سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام تخدم الناس بالأجر وتطعم سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام. ثم إن الناس لم يكونوا يوافقوا على أن تعمل لديهم لعلمهم أنها زوجته خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته. وبعد أن لم تجد من يعطيها عمل عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير. فأحضرته لسيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام فقال: من أين لك هذا؟ وكان قد أنكره، فقالت: خدمت به أناساً. فلما كان الغد لم تجد أحداً فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به، فأنكره أيضاً وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام، فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} الأنبياء: 83
كان لسيدنا أيوب عليه الصلاة واسلام، أخوان فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه. فقاما من بعيد فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا. فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعاناً وأنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهم بعزتك. وخر ساجداً وقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني. فما رفع رأسه حتى كشف عنه
وقيل ايضاً في المستدرك أن نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له. كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه: "يعلم الله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين". قال له صاحبه: "وما ذاك ؟" قال: "منذ ثماني عشر سنة لم يرحمه ربه فكشف ما به". فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب: "لا أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق"ء
وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} ص: 42. فاستبطأته، فتلقته تنظر وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان، فلما رأته قالت: "أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً". قال: "فإني أنا هو"ء
وكان له أندران، أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية وجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: "يا عبد الله هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب"، وجعلت تكلمه ساعة قال: "ولعل أنا أيوب". قالت: "أتسخر مني يا عبد الله؟" فقال: "ويحك أنا أيوب قد رد الله عليّ جسدي"ء
ورد الله عز وجل عليه ماله وأولاده. فقد أنبع الله عز وجل له عيناً باردة الماء وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها وعندما فعل ذلك أذهب الله عز وجل عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض الذي كان في جسده ظاهراً وباطناً. وأبدله الله عز وجل بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة وجمالاً تاماً ومالاً كثيراً حتى صب له من المال صباً مطراً عظيماً جراداً من ذهب. وبدّل الله عز وجل له أهله في قوله: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ} ص: 43، أي أن الله عز وجل أحياهم بأعيانهم وقيل أيضاً أن الله عز وجل قد عوّضه عنهم في الدنيا بدلهم وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة، ورفعنا عنه شدته وكشفنا ما به من ضر رحمة منا به ورأفة وإحساناً. وهذه تذكرة لمن ابتلي في جسده أو ماله واستعاد له الله عز وجل كل شيء بعد أن صبر سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام. وأعاد الله عز وجل إلى إمرأته شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرون ولداً ذكراً، وعاش سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية
كان سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام قد حلف بأن يضرب زوجته مائة سوط، وسبب حلفه لذلك لأنه اعترضها الشيطان في صورة طبيب يصف لها دواء لسيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام، فأتته فأخبرته فعرف أنه الشيطان فحلف ليضربها مائة سوط. فلمّا عافاه الله عز وجل أفتاه أن يأخذ ضغثاً وهو كالعثكال الذي يجمع الشماريخ فيجمعها كلها ويضربها به ضربة واحدة ويكون بمنزلة المائة ضربة، ولم تصب زوجته بأي أذى من هذه الضربة. وهذ دليل على رحمة الله عز وجل بزوجته الصالحة وأيضاً أن سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام قد أصدق عندما حلف
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ص: 44}
توفي سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام وعمره ثلاثاً وتسعين سنة، وقيل ايضاً انه عاش أكثر من ذلك. والله سبحانه وتعالى أعلم
ذكر الله عز وجل اسم سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام أربع مرات في القرآن الكريم: في سورة النساء الآية رقم 163، وفي سورة الأنعام الآية رقم 84، وفي سورة الأنبياء الآية رقم 83 وفي سورة ص الآية رقم 41
والدة سيدنا أيّوب عليه الصلاة والسلام هي إحدى بنات سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام