القرآن الكريم أساس العِلم
تم التحديث في ذي القِعدة 1440 / تموز 2019
يقول الله تبارك وتعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} طه: 114. لا توجد هناك آية في القرآن الكريم إلّا ولها هدف أو عِلم ينتفع به الناس. وقال الدكتور ذاكر نائيك أن هناك في القرآن الكريم حوالي 1000 آية كريمة تتحدث عن العِلم بمختلف أنواعه الذي اكتشفه العلماء حديثاً أو منذ بضعة عصور. العِلم قد لا يكون فقط في الفيزياء أو الكيمياء أو ما نحو ذلك، إنما العِلم يشمل الكثير من الأنواع. فمثلاً أحكام التجويد في القرآن الكريم هو عِلم. اللغة العربية هي عِلم لها مجالات عدة في القواعد ولفظ الكلمات. في هذا القِسم سأوضّح بعض النقاط لبعض الأسئلة التي تتعلّق بالعِلم الحديث الذي تحدّث الله عز وجل عنه منذ حوالي 1400 سنة من الآن
ما المقصود بأن القرآن الكريم أساس العِلم؟ القرآن الكريم أساس العِلم من جميع النواحي، سواءً كان التعليم في اللغة أو الكتابة أو القراءة أو حتى العلم بكل أنواعه. أول ما أُنزِل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي كلمة "إِقْرَأ" عندما جاء إليه الوحي جبريل عليه السلام بأمر من الله عز وجل، كما قال الله عز وجل: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم: 3-4 فهنا يتبيّن لنا أن الله عز وجل عالم في كل شيء ووهب العِلم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه كان أمّي لا يعرف الكتابة والقراءة، وهذا إثبات أن القرآن الكريم ليس من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وسأغطّي بعض الأمور حول القرآن الكريم والعِلم في هذه الصفحة بطريقة مختصرة إن شاء الله تعالى كيف نعرف أن القرآن الكريم من الله عز جل وليس من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ أولاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من معجزة. معجزته الأولى هي القرآن الكريم، وهناك الإسراء والمِعراج وانشقاق القمر وغيرها من المعجزات. وثبت للناس أن تلك المعجزات حقيقة وليست خرافات كما يعتقد غير المسلمون، ففي هذه الحالة إن أراد البعض أن يقول أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون إلهاً إذا كان يعلم الغيب، معاذ الله. ولكن إذا قرأت بعض الآيات في القرآن الكريم ستجد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثبت بأنه ليس إلهاً. كما جاء في الآيتيْن الكريمتيْن في الأعلى. أيضاً يقول الله عز وجل على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف: 110. وهذا يدل على أن القرآن الكريم كلام الله عز وجل، وهناك آيات كثيرة تدل على ذلك. النقطة الأخرى كما ذكرها الدكتور ذاكر نائيك أيضاً هي أنه لو كان القرآن الكريم من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لوضع اسمه في مقدمة الكتاب كما يفعل كل مؤلف وكاتب، فكل واحد من هؤلاء المؤلفين يريدون أن يظهروا للناس أن هذا الكتاب تأليفه وحقوق النشر والطبع محفوظة. ولو كان القرآن الكريم فعلاً من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلماذا ذكر بعض الآيات التي كانت تبدأ بتذكرة أو عتاب من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، كما حدث في سورة عَبَس؟ لماذا لم يحذف النبي صلى الله عليه وسلم تلك الآيات الكريمة كي لا يتبيّن أنه أخطأ في أمور بسيطة كانت مجرد ردة فعل ولم تكن عمداً. ولم تكن تلك الأمور دينية حيث أنها تؤثر على البشر، لأن كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بشر، والبشر يخطؤون. ولماذا لم يستغل النبي صلى الله عليه وسلم الفرصة لجلب المال عن طريق القرآن الكريم إن كان القرآن الكريم من تأليفه؟ لذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يقل بأنه إلهاً ولم يقل إتّبعوني وإلّا قتلتكم. ومن تواضعه وصدقه صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل له: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: 4 كيف يعلم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم علم الغيب وهو نبي؟ بكل بساطة، النبي وحي يُوحى. يعلم الغيب بإذن من الله عز وجل في أمور تهمّنا، ولم يأمر أي نبي أن يكون عالم غيب. وكذلك الأمر مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لم يفرض عِلم الغيب علينا. الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشرف وأكثر الناس تواضعاً وكرماً. العِلم الذي جاء به لنا هو لإخراجنا من الظلمات إلى النور. كما حدث مع سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، كانت لديه معجزات وحدثت بإذنٍ من الله سبحانه وتعالى. يقول الله عز وجل: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} البقرة: 117. وكذلك تحدّث النبي صلى الله عليه وسلم بجانب القرآن الكريم أنه بشر وأنه يخطئ أيضاً، ولكن من جهة الوحي وتوحيد الله عز وجل وأركان الإسلام وأركان الإيمان فإنه صلى الله عليه وسلم لا يُخطئ هناك أناس تعلّمت القراءة والكتابة قبل الإسلام، فكيف يكون الإسلام أساس العِلم؟ أولاً للتوضيح كلمة إسلام لا تختص بالديانة الإسلامية فقط. ولم تُبنى على أساس أن الشخص مسلماً وكتابه القرآن الكريم فقط، حتى أن جاء لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لينشر الإسلام. حيث أن الإسلام كان موجود منذ بداية الخلق. كلمة إسلام مصدرها من كلمة سلم، والإسلام تعني الخضوع لله عز وجل على أي دين من الأديان. سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام كان مسلماً لأنه آمن بوحدانية الله عزو وجل، وكذلك باقي الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً. كل نبي جاء لقومه حتى يهتدوا لرسالته من الله عز وجل. وأخيراً جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسولاً لكافة الناس إلى يوم الدين، وليس فقط للمسلمين. فهنا أصبحت كلمة الإسلام هي ديانة المسلمين. سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام هو أول من خط بالقلم وأول من درس علم النجوم وأول من خاط الثياب، وهو أيضاً مسلم آمن بوحدانية الله عز وجل في عصره. وذكره الله عز وجل في القرآن الكريم مرتيْن. مرة في سورة مريم في الآية 56 ومرة في سورة الأنبياء في الآية 85. أمّا عندما نتحدث عن عِلم عرفوه علماء غير مسلمين، فنحن لا نعترض، بل نوافق ما قالوه، ونعمل بعِلمهم، ولكن يقول الدكتور ذاكر نائيك أنهم لا يملكون عِلم كامل دون أخطأء. لذلك تجد في عِلمهم بعض المعلومات الصحيحة وبعض المعلومات التي كانت مجرد نظرية، بل اعتقدوا أنها صحيحة ثم ثبتت أنها غير صحيحة. إلّا القرآن الكريم، لا يحتوي على أي أخطأءٍ سواءً كانت في اللغة أم في العِلم. حتى المسلمون الذين اجتهدوا في القرآن الكريم سيقولون قبل الختام "العِلم عند الله عز وجل"، والحمد لله ما علاقة القرآن الكريم بعِلم الفلك؟ كما ذكرت أن سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام أول من درس علم النجوم. أمّا في الإسلام فوردت كثير من الآيات عن الفلك، ولهذا السبب من العلماء القدماء الذين برعوا في العلوم وعلم الفلك هم المسلمون. حتى إذا وجدت على خارطة الفضاء الخارجي سترى أسماء نجوم نُسِبت لأسماء عربية. إليكم بعض الآيات الكريمة التي تتعلّق بالفلك وسأشرح بعضها كي يتبيّن أن ما اكتشفه العلماء كان موجوداً منذ حوالي 1400 عاماً في القرآن الكريم أولاً: يقول الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} الأنبياء: 33. هذه الآية الكريمة تدل على اختلاف النهار والليل. والشمس والقمر كلاهما في فلك يسبحون، أي تسبح في الفضاء. وهذا يوافق ما يقوله العلماء بأن النجوم والكواكب تتحرك وليس ثابتة. فالشمس نجم، والقمر كوكب ثانياً: يقو الله عز وجل: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} الواقِعة: 75. أقسم الله سبحانه وتعالى بمساقط النجوم بمغاربها في السماء. وكلمة "لا" هنا قيل بعض أنها لا زائدة، وقيل البعض أنها لا للتاكيد. كما قالت عائشة رضي الله عنها: "لا والله ما مسّت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط". فكلمة "لا" هنا تؤكد على قسم الله عز وجل بما شاء ثالثاً: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يونُس: 5. هذه الآية يوضّح فيها الله عز وجل معلومتان مهمّتان. ذكر الله عز وجل الشمس وقال عنها ضياء، ثم ذكر سبحانه وتعالى القمر وقال عنه نوراً. هناك فرق في معنى ضياء ونور. ضياء هي مصدر أضاء وتعني ما يضيء كالضوء. أمّا نور فهي قريبة من ضياء ولكن بطريقة غير مباشرة. فيكون النور ناتج من شيء آخر أو تكون صفة لشخص ذات أخلاق جميلة. فمن أسماء الله الحسنى النور، ومعناه أنه الله عز وجل جل شأنه الذي نوّر العوالم فأوجدها من العدم ونوّر الوجود بالشمس والكواكب. وكذلك عثمان بن عفّان رضي الله عنه لُقِّب بذي النوريْن لأنه تزوّج من ابنتي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما. أمّا من الناحية العِلمية فقد ثبت أن الشمس هو نجم مضيء بينما القمر هو جسم مستضيء يكتسب ضوءه من الشمس، فلذلك نرى أن نور القمر يعطينا نوعاً من الضوء الذي نرى منه في الليل، ولكن قوّته ليست بقوة ضوء الشمس المعلومة الثانية في نفس الآية ذكر الله عز وجل منازل القمر كي نعلم عدد السنين والحساب فمنازل القمر هي 28 منزلة. وكلمة "قَدَّرَهُ" تعني من حيث سَيْره، "مَنَازِلَ" ثمانية وعشرين منزلاً في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر. ويستتر ليلتيْن إن كان الشهر ثلاثين يوماً، وليلة إن كان تسعة وعشرين يوماً. وفي آية كريمة أخرى يقول الله عز وجل: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} يس: 39. معنى "حَتَّى عَادَ" في آخر منازله في رأي العين "كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ" أي كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوّس ويصفر. والعلماء يؤكدون على أن للقمر منازل كالقمر المكتمل (البدر) والهلال والتربيع الأول والتربيع الثاني والمحاق والأحدب إلخ رابعاً: الشمس ومجراها كما يقول العلماء أنها غير ثابتة وتتحرّك ببطء وتتحرك حول نفسها. كما جاء في في الآية الكريمة السابقة عن الشمس والقمر كل في فلك يسبحون. ولكن هناك آيتان كريمتان تدلّان على أن الشمس تتحرك بنمط معيّن لها وأنها يوماً ما سينتهي عملها، والله تعالى أعلم. يقول تبارك وتعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} يس: 36. أي معنى الآية الكريمة أنها تجري لمجرى لها لا تتجاوزه، وأنها عندما تغيب عنا تذهب لتسجد تحت العرش، المقصود هنا لا يعني أن الشمس تذهب إلى السماء السابعة كي تسجد لله تبارك وتعالى، إنما تسجد له في موقعها تحت عرش الرحمن لأن الله عز وجل خلق الكون في ستة أيام ثم استوى على العرش، كما جاءت بذلك الأحاديث قال البُخاري: "حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا". فالشمس بعدها تستأذن الله عز وجل بأن ترجع لمستقرها فيأذن الله عز وجل لها فترجع تشرق من الشرق، حتى أن يأتي يوماً من الأيام يأمرها الله عز وجل أن ترجع من مغربها، فترجع الشمس لتشرق من المغرب، وفي هذا الوقت تكون علمات القيامة الكبرى. طبعاً بعض العلماء لا يصدّقون هذا الكلام كونهم يعتقدون أن العِلم هو الأساس وليس الدين. ولكن إذا كلامهم بأن الشمس تجري في نمط معيّن يوافق كلام الله عز وجل، فلماذا لا يصدّقون ما هو في القرآن الكريم؟ ولا يكتفي الله سبحانه وتعالى بهذه الأدلة فقط، فيقول عز وجل: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} التكوير: 1. معنى كلمة "كُوِّرَتْ" هنا أي إذا الشمس لفّت وذهبت بنورها، والله عز وجل يتحدث عن يوم القيامة في سورة التكوير كما أنه ذكر النجوم والجبال. وعن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الشمس والقمر يُكوّران يوم القيامة". وبالنسبة للعلماء فيقولون أن ضوء الشمس سيبقى لمدة 4,5 مليار سنة قبل أن ينطفئ بسبب نقص العناصر والعوامل الكيميائية فيها. وإذا اختفى ضوء الشمس فنور القمر حتماً سيختفي. لنفرض أننا سنعيش 4,5 مليار سنة، الآن أو في الآخر سينطفئ نور الشمس ولا نستطيع العيش. أليس كلام العلماء الذين اكتشفوا حقيقة الشمس في القرون الماضية موافق للقرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل حوالي 1400 سنة؟ هذه كانت بعض الأدلة لإثبات أن عِلم الفلك ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم. وهناك أكثر من هذا والله سبحانه وتعالى أعلم بما نحن نعلمه ما علاقة القرآن الكريم بالكيمياء؟ يقول الله عز وجل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحَديد: 25. إذا قرأت كلمتا "وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ" فسترى هنا أن الله عز وجل يثبت لنا أن الحديد عنصر من عناصر النجوم ومنها الشمس التي انفصلت عنها الأرض انفصالاً، كما قال عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء: 21. فإن الله تبارك وتعالى أنزل الحديد من الشمس مع الأرض لينتفع به الإنسان في اختراعاته. وقال العالم استروخ أشهر علماء وكالة ناسا الأميركية للفضاء: "لقد أجرينا أبحاثاً معملية على معادن الأرض فتبيّن أن ذرّات الحديد لها تكوين مميّز، فالإلكترونات والنيترونات في ذرّة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية، ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكوّن على الأرض ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض". ولا تنسى الله عز وجل سَمّى سورة كاملة بإسم الحَديد. وذكر الله عز وجل أيضاً بعض أسماء المعادن في القرآن الكريم، كالنُحاس والذهب والفضة. أمّا بعض أسماء المعادن الكيميائية كالفلور والنيتروجين فهي أسماء جاء بها العلماء ليعرّفوا هذا المعدن، فلذلك لن تجد اسم غير عربي كهذه المعادن في القرآن الكريم ما علاقة القرآن الكريم بالعِلم الحديث والعلاج؟ بعض الناس يكذّبون الأحاديث التي جُمعت في كتاب صحيح البُخاري للبُخاري رحمه الله تعالى، أحد تلك الأحاديث هو حديث الناقة، عندما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للناس أن يسقوا أحد المرضى لبن الإبل أو بولها. وقال بعض الناس الذين لا يفقهون العِلم بأن هذا الحديث مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم قال أن شرب البول أمر قذر. ولكن إذا أردنا أن نتعمّق في هذا الحديث سنجد إثباتات إسلامية وعِلمية له، والأدلة هي كالتالي: أولاً: ذكر الله عز وجل في سورة الغاشِية عن عظمة خلقه عندما تحدّث عن خلق الإبل. ثانياً: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يفرض هذا الأمر على المريض، بل أعطاه خياران، إمّا الأول وإمّا الثاني. ثالثاً: من حيث العِلم، الإبل يمتاز بخواص كثيرة، حيث أنه يستطيع تحمّل العطش لفترة طويلة من الزمن، وقد سمّاه العرب سفينة الصحراء. فلذلك لم يكن الحديث عن الإبل في القرآن الكريم عبثاً. رابعاً: في السعودية قام علماء في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بأبحاث علمية عن بول الإبل، فقد ذكرت قناة الجزيرة الوثائقية موضوع عن الإبل بعنوان "الإبل..سفينة المستقبل"، وذكر الباحثون أن في بول الإبل كميات قليلة من الذهب والفضة والبلاتينوم، وهذه العناصر سيئة لجسم الإنسان، ولكن هذه الكميات القليلة تستهدف الخلايا السرطانية في جسم الإنسان لتقضي عليها دون أن يتعرّض الإنسان لأذى. لم يتم بيع بول الإبل التي تم تجفيفه ووضعه في أقراص صغيرة بعد، لأن البحوثات ما زالت مستمرة للحصول على نتائج إيجابية أكثر. وكذلك ذكرت قناة الجزيرة في مركز بحوثات آخر شمال السعودية أن حليب أو لبن الإبل يحتوي على فيتامين ج بكمية ما بين 10 إلى 20 مرة أكثر من حليب البقر. كل هذه الأدلة وُجِدت في عصرنا الجديد عن بول الإبل، ولكن الحديث الشريف الصحيح قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم منذ حوالي 1400 سنة عن أهمّيته القرآن الكريم كتاب هداية قبل أن يكون كتاب عِلم، ومع ذلك وضّح لنا الله عز وجل فيه الكثير من العِلم لمن أراد المعرفة ولمن قرأه جيداً. وقال الدكتور ذاكر نائيك بمعنى أنه لو أراد الله عز وجل أن يُفسّر كل آية بشرح مُفصّل لأصبح القرآن الكريم كتاب ذات آلاف الصفحات ويصعب على الناس قراءته، بل يشعرون بالكسل عندما يريدون قراءته. فلهذا أنزله الله عز وجل كتاباً للهداية بهذا الشكل، ووهب لنا عز وجل عقلاً، فمن أراد العِلم سيعرف أنه موجود في القرآن الكريم مُجرّد أن يقرأ تلك الآيات الكريمة. هذه كانت فقط بعض من الآيات الكريمة والأمثلة التي تدل على المعجزة القرآنية التي أنزلها الله عز وجل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا الأمّي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا ننسى أن هناك أحاديث تثبت معجزات وعِلم وذكاء نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. وما زال هناك كثير من المعجزات في القرآن الكريم لم نعرفها بعد، إذ أن كل وقت وزمان سيدرك ما جاء به الله عز وجل في القرآن الكريم، ربما لا ندركها ولكن الجيل القادم سيدركها ويزيد على تأكيد صحة القرآن الكريم إن شاء الله تعالى |
:مواضيع ذات صلة
شرح بعض الآيات القرآنيةمحمد صلى الله عليه وسلم إدريس عليه الصلاة والسلام آدم عليه الصلاة والسلام أسئلة وأجوبة - الإسلام
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|