الإطار الزمني - فترات الحُكم لفِلسطين
تم التحديث في مُحَرَّم 1441 / أيلول 2020
هذه الصفحة تحتوي على السنوات التي حكمتها الأمم في دولة فِلسطين منذ وقت الكنعانيّين وحتى الآن
ملاحظة: قبل أن يحكم الكنعانيّون فلسطين، هناك شعوباً أخرى سكنتها، فالساميّون هم أقدم الشعوب التي سكنت فلسطين، فمنذ حوالي 4000ق.م كانوا يعيشون على شاطئ البحر المتوسط الشرقي. والساميّون هو الشعب الذي تفرع من سام، الابن الأكبر لسيدنا نوح عليه الصلاة والسلام. ومن الثابت أن سكان فلسطين الأصليّين القدماء كانوا كلهم عرباً، هاجروا من جزيرة العرب بسبب الجفاف الذي حل بها، فعاشوا في وطنهم الجديد "كنعان" ما يزيد على الألفي عام قبل ظهور سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وأتباعه على مسرح الأحداث. ومنذ حوالي 5000 سنة لم تعرف فلسطين حتى عهد الانتداب البريطاني سنة 1917 سوى لغات ثلاث: الكنعانية أولاً، والآرامية ثانياً (وهي اللغة التي تكلّم بها سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام)، والعربية ثالثاً سنة 3500ق.م-1000ق.م الكنعانيّون. كانوا أول من سكن المنطقة من الشعوب المعروفة تاريخياً وأول من بنا حضارة على أرض فلسطين. وبعد دخول الفلسطينيّين من جهة البحر والإسرائيليين من جهة الأردن، توزعت أرض كنعان بين الأقوام الثلاثة، ولم يعد الكنعانيّون وحدهم سادة البلاد، غير أن اللغة الكنعانية بقيت هي السائدة سنة 1710ق.م-1481ق.م الهكسوس. عاش الهكسوس في فلسطين والمناطق الغربية وبدؤوا تدريجياً بالاستيلاء على مصر وأخذوها من الفراعنة الملوك. احتلوا مصر حتى سنة 1570ق.م سنة 1480ق.م-1350ق.م الفراعنة المصريّون. اتسمت هذه الفترة بالسيطرة المصرية شبه التامة على بلاد الشام أثناء حكم الأسرتيْن الثامنة عشر والتاسعة عشر ألتي تم فيها القضاء على آخر ملوك الهكسوس في حوالي سنة 1567ق.م وحملات تحتمس الثالث على بلاد الشام في حوالي سنة 1480ق.م. بالإضافة إلى ذلك اختفاء التحصينات القوية والمدعومة بطبقات مرصوصة من الطمم المائل والمنسوبة للهكسوس سنة 1350ق.م-1290ق.م الحثّيون سنة 1290ق.م-1184ق.م الفراعنة المصريّون سنة 1184ق.م-539ق.م الفلسطينيّون. اعتبر الفلسطينيّون أنفسهم خلفاء شرعيّين للسلطة المصرية على فلسطين وسيطروا على معظم أجزائها، ولكنه غالباً ما يُشار إليهم على أنهم سكان الساحل الفلسطيني، حيث أسسوا عدداً من المدن الرئيسية مثل غزة وعسقلان واسدود وعقير وتل الصافي وغيرها. غزا نبوخذ نصر القدس والتي كانت تُعرف بإسم "أورشاليم" في سنة 586ق.م سنة 539ق.م-539ق.م الحكم الفارسي. استولى الفرس على سوريا وفلسطين سمح الملك قورش عام 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود الرجوع إلى أورشليم سنة 332ق.م-63 الحكم اليوناني. ظلت فلسطين تحت الحكم الفارسي إلى أن فتحها الإسكندر المقدوني سنة 332ق.م، وتأرجحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه بين البطالمة والسلوقيّين، وقد تأثر السكان في العهد الهيلنستي بالحضارة الإغريقية، وأرغم الملك السلوقي أنطيخوس الرابع اليهود على اعتناق الديانة الوثنية اليونانية بعدما علم بتآمرهم على حكمه، وكانت نتيجة ذلك أن اندلعت ثورة المكابيّين ونجح اليهود في نيل الاستقلال بأورشليم تحت حكم الحاسمونيّين من سنة 135 ق.م إلى سنة 76 ق.م. وبعد فترة من الفوضى استولى الرومان على سوريا وفلسطين ودخل القائد الروماني "بومبي" أورشليم سنة 63ق.م وسمح لليهود بشيء من الحكم الذاتي، ونصبوا سنة 37ق.م هيرودوس الآدومي الذي اعتنق اليهودية ملكا على الجليل وبلاد يهوذا، وظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية. وبعد موت هيرودس كان قد أوصى بأن يكون (أنتبياس) في القسم الأكبر من فلسطين، واستمر ذلك من سنة 4ق.م حتى سنة 39 ميلادي، ويذكر أنه اتخذ من طبريا عاصمة له، وفي سنة 41 أصبحت فلسطين بكاملها ولاية رومانية سنة 63-614 الرومان الغربيّون والشرقيّون. في عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد "تيتوس" سنة 70 باحتلال أورشليم وقتل عدداً من اليهود. وفي عام 135 ثار اليهود مرة أخرى في عهد الإمبراطور هادريانوس إلّا أنه أخمد تلك الثورة في العام نفسه بعد أن خرب مدينة أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها أطلق عليها اسم "إيليا كابيتولينا". وبعدما اعتنق الإمبراطور قسطنطين النصرانية (330-683) أعاد اسم أورشليم وقامت والدته هيلانه ببناء الكنائس فيها سنة 614-629 الفُرس. كان الفُرس يقومون بهجمات على الروم وانتصروا في حملاتهم، فنهبوا أنطاكيا ودمشق وبيت المقدس عام 614 واستولى "ابرويز" على الصليب. ولكن الحروب المستمرة، فضلاً عن أشياء أخرى، كانت قد أنهكت الدولتيْن، فلم تستطع الدولتيْن الوقوف أمام العرب الذين قضوا على الدولة الساسانية وانتزعوا بلاد الشام ومصر من البيزنطيّين سنة 629-638 الإمبراطورية البيزنطية. كانت الحروب بين البيزنطيّين والساسانيّين تشتد تارةً وتهدأ تارة، وكانت تعقد بين الدولتيْن معاهدات واتفاقات صلح متعددة لا تلبث أن تلغى وتنشب الحروب مرة أخرى بين البلديْن سنة 638-661 الخلافة الراشدة. كان للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم دوراً كبيراً في فتح القدس. وكانت بصرى أول مدينة من مدائن الشام فُتِحت في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ثم ساروا إلى فلسطين وشهدوا معركة ضارية بينهم وبين الروم البيزنطيّين في موقعة أجنادين في عام 634. كانت أجنادين نصراً كبيراً للمسلمين واضطر الجيش البيزنطي إلى الهرب من ساحة المعركة إلى مدينة فحل على الضفة الشرقية للأردن قرب بيسان، فحاصرهم الجيش الإسلامي هناك قبل أن يستسلم أهل فحل للمسلمين ودفع الجزية. ومن المعارك المهمة هي معركة اليرموك التي انتصر فيها الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه والعرب على تدارك أخو هِرَقْل إمبراطور بيزنطة والروم سنة 636. رفض أهل القدس بعد حصار المسلمين لهم أن يستسلموا لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه الذي كان على رأس الجيوش الإسلامية آنذاك وطلبوا أن يكون المتولي لعقد الصلح والفتح هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأن يكون فاتحاً للقدس الشريف. بعد الفتح العربي الإسلامي أصبحت فلسطين إقليماً تابعاً للدولة الإسلامية ونعمت في ظل هذا الحكم بفترة من الاستقرار لم تعرفها حيث كانت محط أنظار القوّتيْن العظيمتيْن آنذاك فارس وبيزنطة وساحة للصراع بينهما، وبعد فتح فلسطين زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي وضع بدوره عمرو بن العاص رضي الله عنه والياً عليها ومن بعده عبدالرحمن بن علقمة الكناني وبعد موته كان علقمة بن مجزر رضي الله عنهما، وظل الحال كذلك إلى أن ضم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فلسطين مرة أخرى إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما الذي كان والياً على الشام سنة 661-750 الحكم الأموي. بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بدأت الاضطرابات تحدث في المجتمع الإسلامي، وذلك بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكان هناك أكثر من جماعة تبايع الخلفاء على بلاد الشام. وبعد معركة مرج راهط استقر الرأي في الشام على أن تكون الخلافة لمروان بن الحكم وبعده لخالد ابن يزيد، حفيد معاوية رضي الله عنه، ومن ثم عادت الخلافة مرة أخرى لعبدالملك بن مروان بعد أبيه واستقامت له الشام، وفي عهد من تلا عبدالملك من أبنائه وحتى هشام بن عبدالملك نعمت فلسطين بالاستقرار وعمها الرخاء ولم يعكر صفوها أي حدث كبير. ويذكر أنه في عهد هشام دب الضعف في أواصر الدولة الأموية واحتدم الصراع الداخلي في الدولة. وان أخر الخلفاء هو مروان بن محمد حيث سقطت الخلافة الأموية لتبدأ دولة العباسيّين سنة 750-877 الحكم العباسي. بعد مقتل مروان بن محمد، تهيأت الظروف للعباسيّين فرض سلطانهم على بلاد الشام، وأخذت مدن الشام تسقط في أيديهم الواحدة تلو الأخرى دون أدنى مقاومة، وبعد أن أخضع عبدالله بن علي دمشق له سنة 750، دخل فلسطين ليبدأ عهداً جديداً في تاريخ هذه الأرض العربية، وقد اتبع العباسيون سياسة الشدة مع من تبقى من أتباع الأمويين في الشام، ولكن أهل الشام قابلوا ذلك بالثورات المتلاحقة على طول الفترة العباسية وكانت بلاد الشام بمثابة الشوكة في حلق هذه الخلافة سنة 877-935 الطولونيّون. بقي الحال كذلك إلى أن آلت السلطة إلى أحمد بن طولون مؤسس الإمارة الطولونية، وقد تأسست الإمارة الطولونيّة في مصر منذ سنة 870، وأراد لنفوذه أن يمتد عبر الشام بدعوى الحفاظ على البلاد الإسلامية من تربص العدو البيزنطي، وعمل على ضمها، واستمر في جهده للحفاظ عليها حتى توفي سنة 884، وقد آل أمر الحكم بعده إلى ابنه "خماروية"، فاستمرت الفترة الطولونيّة حتى قامت القبائل العربية في الشام بعد سقوط الطولونيّين ببعض الحركات المناوئة للسلطة، مع استمرار تبعية بلاد الشام لبغداد، إلى أن قامت الدولة الإخشيدية سنة 935-969 الحكم الإخشيدي. أسسها أبو بكر بن طغج بن جف بن بلتكين وبدأت فترة حكم الإخشيديّين بتولي الإخشيد لمصر والشام، واستمرت فترة حكمه حتى تُوفي في دمشق سنة 946، ونقل جثمانه إلى بيت المقدس حيث دفن هناك، وتولى الحكم بعده أبو القاسم أنوجور سنة 936-1070 الحكم الفاطمي. أُنشِئت دولة الفاطميّين في مصر، ومن ثم ذهبت أطماعهم إلى بلاد الشام، وحققوا رغبتهم بذلك من خلال الاستيلاء على الشام عبر جيش بقيادة جوهر الصقلّي في عهد المعز لدين الله الفاطمي، واتسمت هذه الفترة بالاضطرابات والحروب الداخلية وذلك لعدة أسباب خارجية وداخلية أهمها أن الدولة الفاطمية قامت على أساس شيعي بخلاف ما كان عليه أهل الشام، وأدى هذا الخلاف المذهبي إلى خلاف على السلطة والحكم، كما كان هناك أسباب أخرى تمثّلت في أطماع عديدة في الاستيلاء على بلاد الشام والسلطة من قبل طوائف أخرى، وكذلك رغبة بعض القبائل العربية في الاستقلال عبر إمارات مستقلة بذاتها سنة 1070-1099 السلاجقة الأتراك. بدأ الأتراك المعروفون "بالسلاجقة" التسلل نحو شمال العراق وبلاد الشام سنة 1067 وهم ليسوا من طينة الأقوام العربية في بلاد الشام، بل هم من وراء تركستان حديثي الإسلام، دخلوا في أهل الشام وامتزجوا بهم، وأخذوا على عاتقهم الدفاع بصفتهم الحكام والعسكريّين ضد الفرنجة والمغول حوالي أربعة قرون، وتولوا زعامة المنطقة بالقوة العسكرية حتى مطلع القرن العشرين سنة 1099-1291 الحكم الصليبي. بدأت الحملات الصليبية من أوروبا بعد أن شن أوربان الثاني أول حملة لأخذ القدس الشريف من المسلمين. وكانت الحملة الصليبية الأولى مليئة بالقتل، فلم ينجوا المسلمين فقط من القتل، بل كان هناك شعوب يهودية ونصرانية أيضاً قتلت، وكذلك جعلوا بيت المقدس اسطبلاً للخيول. استمر الصراع بين المسلمين والصليبيّين لمدة طويلة، وتم تحرير بعض المدن من الصليبيّين. ثم أصبح هناك صراع بين الصليبيّين والبيزنطة مما هيأ الفرصة للسلاجقة لاستعادة الأراضي التي خسروها. برزت شخصيات إسلامية كعماد الدين زنكي وابنه نور الدين زنكي الذين ساهموا في استرجاع بعض الأراضي، وامتد هذا الدفاع الإسلامي إلى صلاح الدين الأيّوبي الذي أنهى الدولة الفاطمية وأسس الدولة الأيوبية، وبعدها حارب الصليبيّين في معركة حطين سنة 1187، واسترجع بعدها بعض المدن ومنها القدس الشريف. كانت هناك 9 حملات صليبية بما فيها حملة الأطفال خلال المئتيْن عام تقريباً، وبالرغم من استيلاء قاداتها على بعض المدن في الشام وفلسطين، إلّا أنها جميع الحملات فشلت في السيطرة الكاملة على القدس الشريف، ولكن كان هناك بعض الأمراء المسلمين الذي كانوا يسلّمون القدس للصليبيّين دون قتال كالكامل محمد والصالح إسماعيل، فجاء الخوارزميّون ليساندوا نجم الدين أيوب لاسترجاع القدس الشريف، وبقيت القدس تحت رحمة المسلمين حتى أن جاء الصهاينة واحتلوها في القرن العشرين. وخلال تلك السنوات كان الصراع مستمر بين المسلمين والصليبيّين. وبعد موت نجم الدين أيّوب المفاجئ بدأ الحكم المملوكي حوالي سنة 1250 سنة 1291-1517 المماليك. ما زال هناك وجود للحكم العباسي والحكم الأيّوبي موجود في بعض المناطق العربية، ولكن نهاية الدولة الأيّوبية كانت تحت أيدي المماليك، وكان ذلك في سنة 1250. كان الظاهر بيبَرس هو المؤسس لهذه الدولة، وتمكن المماليك من انقاذ مصر من الصليبيّين في حملتهم السابعة بعد أن احتلوا دمياط والتقدم نحو القاهرة بينما كان الصالح أيّوب على فراش الموت. وفي لحظات الشدة توفي أيّوب، وفي تلك اللحظة اجتمع المماليك وعزموا على قتال الصليبيّين فهزموهم. كان الأيّوبيون يحكمون الشام في ذلك الوقت، ولكن لم يدم حكمهم طويلاً لأن المغول بقيادة هولاكو دخلوا بغداد وقضوا على العباسيّين وخربوا البلاد ودمروا حضارتها سنة 1260، وساروا إلى دمشق التي لقيت نفس المصير، وبعثوا يهددون السلطان قطز الذي تولّى الحكم في القاهرة في السنتيْن 1259-1260، وإزاء هذه التهديدات عمل قطز على لم شمل المسلمين وانضم إليه بيبرس وتقدموا لملاقاة المغول فاصطدموا بطلائعهم عند غزة وهزموهم وتابعوا المسير إلى أن تجمعت قواتهم في عين جالوت (مرج بن عامر)، وهناك التقى الجيشان في معركة عين جالوت سنة 1260 انتصر فيها المماليك، وقد غير هذا الانتصار وجه التاريخ في غرب آسيا. استطاع بيبرس أن يقضي على الصليبيّين في صور وصيدا وقلاع طرابلس ومن ثم الإستيلاء على أنطاكيا. فشلت الحملة الصليبية الثامنة والتاسعة لأخذ القدش الشريف، وفي سنة 1280 استخلف السلطان المنصور قلاوون بيبرس وكمل تحرير الأراضي من الصليبيّين بالإستيلاء على طرابلس، لبنان. وفي سنة 1921 استخلف الأشرف خليل ابن المنصور قلاوون والده وأقسم على القرآن الكريم بأن يطهّر الأراضي المسلمة من الصليبيّين، وبمساعدة من بعض الملوك المسلمين من الشام ومصر نجحوا بتحرير عكا من الصليبيّين وهي آخر ما كان يستولي عليه الصليبيّين. وبقي المماليك مسيطرين حتى أن جاءت الدولة العثمانية لتنهي حكمهم سنة 1517-1918 الحكم العثماني. بدأ الحكم العثماني حوالي سنة 1300 بقيادة عثمان الأول، ولكن دولة المماليك ما زالت قائمة حتى سنة 1516 بعد أن خسر المماليك في معركة مرج دابق أمام العثمانيّين بقيادة سليم الأول. وما زالت الخلافة العثمانية مستمرة. ثم برز ابنه سليمان الذي لُقب بسليمان القانوني لكثرة القوانين التي أصدرها في شؤون تنظيم الدولة. وفي عهده بلغت الإمبراطورية العثمانية مبلغها في الاتساع والازدهار، وامتدت على ثلاث قارات، كما ورثت الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية وأصبحت إسطنبول مركزاً للعالم الإسلامي وانبعاث الحضارة الإسلامية من جديد. ولكن بعد اكتشاف أمريكا ورأس الرجاء الصالح وبداية النهضة الأوروبية بدأ مركز القوة يتحول إلى الغرب. وأثناء الحكم العثماني ظهرت شخصيات كانت تسيطر على بعض مدن فلسطين، كظاهر العمر الزيداني الذي كوّن قوة رادعة مركزية في فلسطين، وأخذ حيفا، ويافا، واللد، ونابلس. وبعد فترة غير قليلة من حكمه والتي اكتنفها المناوشات والاقتتال ضعفت قوته وحاصره الأسطول العثماني وزحف ضده جيش كبير أنزل به ضربة قاصمة وقُتل ظاهر العمر وانتهى حكمه وحكم الزيادنة لأن أبناءه لم يكونوا مؤهلين للحكم. ثم جاء أحمد الباشا الجزار الذي ولي على ولاية صيدا وعلى ولاية دمشق بشكل متقطع ما بين سنة 1775 وحتى وفاته في سنة 1804 بسيطرته على القوى المحلية في فلسطين وجبل لبنان وتحديه للعثمانيّين وإدخال ولاية دمشق ضمن دائرة نفوذه. في تلك الفترة كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت يغزو المناطق العربية، وقد تغلب على المماليك في القاهرة سنة 1798، ثم سار جيشه بقيادة كليبر إلى فلسطين باتجاه أسدود ثم إلى قرية يبنه والرملة ويافا، كما استولوا على حيفا بعد قتال شديد، ومن ثم توجه إلى عكا التي تتمتع بأسوار قوية وحصون متينة فلم يستطع أن يدخلها، ودارت معارك قوية، هاجم أهل عكا فيها الفرنسيّون بمشاركة الإنجليز وبعض القوات العثمانية، وحاول نابليون اقتحام أسوار عكا سبع مرات باءت جميعها بالفشل، وسرعان ما دب الطاعون في الجيش الفرنسي بسبب كثرة القتلى من الطرفين. وكتب نابليون للحكومة الفرنسية أن احتلال عكا لا يستحق تلك الخسائر، فأراد أن يتابع هجومه على مصر، وفي أثناء ذلك وصلت مراسلة من باريس تطلب من نابليون وجوب العودة إلى فرنسا، وكان قد انسحب بعد حصار دام 64 يوماً في سنة 1799. ثم عاد أحمد باشا الجزار ليفرض الضرائب على السكان لتعويض الخسائر، ولكنه لم يدم طويلاً حتى مات سنة 1804. وجاء بعده المملوكي سليمان باشا الملقّب بالعادل الذي لاقت دولته بلاستقرار والعدل. وبعدها جاء محمد علي باشا الذي كان يحكم مصر بالتغلب على السلطان العثماني محمود الثاني في أسطنبول، وسير محمد علي باشا ابنه إبراهيم الباشا الذي استخدم أسلوب أحمد باشا الجزار إلى فلسطين الذي احتل غزة ويافا والقدس وحيفا والجليل دون أدنى مقاومة، وبعد حصار دام قرابة الستة أشهر سقطت عكا في يده في سنة 1832، ومنها توجه إلى دمشق فدخلها سنة 1832، وفي تلك المعركة بالقرب من حمص هزم الجيش العثماني واستولى على حلب وحماة وأنطاكيا. اعترف محمود الثاني بحكم محمد علي باشا، ولكن حكم محمد علي باشا لم يدم سوى تسع سنوات بعد تدخل الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا، وعاد الحكم العثماني يسيطر على بلاد الشام. ضعفت الدولة العثمانية بسبب الديون التي عليها والحروب، وأثناء تلك الفترة برز عبدالحميد الثاني، واستطاع أن يعيد مكانة الدولة العثمانية والدفاع عن أراضي الشام رغم الديون التي كان يواجهها من القادة السابقين، واشتُهر بعدم موافقته لاقتراح الحركة الصهيونية بهجرة اليهود لفلسطين مقابل مبلغ من المال لتسديد ديونه. فعمل اليهود بصفة عامة ويهود الدونمة بصفة خاصة مع دعاة القومية الطورانية في التخطيط لإزاحته، ونجحوا في ذلك سنة 1909 وعيًنوا محمد رشاد الذي ساعدهم في ذلك على استئناف الحكم. أصبحت الدولة العثمانية تضعف أكثر فأكثر حتى أن انتهت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918-1948 الانتداب البريطاني. في سنة 1897 عُقد أول مؤتمر للحركة الصهيونية في مدينة بال السويسرية بقيادة هرتزل، بذلت فيه الحركة الصهيونية كل ما بوسعها لدى السلطان العثماني عبدالحميد الثاني لكي يمنح اليهود بعض الأراضي في فلسطين لقاء إنقاذ الدولة العثمانية من أزمتها المالية. وبعد رفضه بحزم هذا العرض، أصدر مرسوماً يحرم الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ولكن بعد انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى تم احتلال فلسطين من قبل القوات البريطانية بموجب اتفاقية سايكس - بيكو. وشرع اليهود بتحقيق أهدافهم منذ أن عينت بريطانيا هربرت صموئيل مندوباً سامياً ليحكم فلسطين في سنة 1920. رفض الفلسطينيون وعد بلفور سنة 1917 الذي دعا إلى هجرة اليهود إلى فلسطين، وعقدوا مؤتمر في القدس بالدعوة إلى وحدة سوريا وفلسطين، ثم قرروا انشاء دولة مستقلة، ولكن بريطانيا رفضت لأن القرار يتعارض مع وعد بلفور. وفي سنة 1922 أكد وزير المستعمرات وينسنتون تشرشل بياناً فسّر فيه وعد بلفور، وأكّد التزامه إقامة الوطن القومي اليهودي. بدأ اليهود يهاجروا إلى فلسطين، وأصبح يكثر عددهم. وكانت بريطانيا تساعد الصهاينة في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتسليمها الأراضي كلما سيطر الصهاينة على الأرض. في تلك السنوات حدثت حادثة صغيرة بين اليهود والمسلمين جعلت الشعب الفلسطيني يثور، وبرز عز الدين القسام، أحد كبار المقاومين للاحتلال البريطاني لفلسطين الذي كان استشهاده سنة 1936 له الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك. وبقي الحال كذلك حتى سنة 1948 عندما وافقت أميركا على تأسيس ما يُسمّى بدولة "إسرائيل" في دولة فلسطين. وسُمِّي هذا العام بنكبة فلسطين سنة 1948-1967 الدولة الصهيونية على جزء من فلسطين التاريخية، وحكم أردني في الضفة الغربية، ومصري في قطاع غزة. في سنة 1948 عقد في الأردن مؤتمر عمّان الأول وتم فيه إصدار قرارات تمنح الملك عبدالله حق تمثيل الشعب الفلسطيني والتحدث باسمه وتبعه مؤتمر أريحا الذي انعقد في الأول من كانون الأول سنة 1948 والذي مهد الطريق أمامه ضم الضفة الغربية إلى الأردن. وفي غضون تلك الفترة ظلت الحياة السياسية راكدة معطلة إلى أن وقع الاحتلال الصهيوني الأول لقطاع غزة سنة 1956 وأدى إلى انبعاث المقاومة من جديد والتي كان قد سبقها عمليات فدائية بقيادة ضبّاط مصريّين. وعلى أثر ذلك تأسّست الكثير من المنظمات والحركات السياسية التي تشجع باسترجاع الأراضي الفلسطينية ومقاومة الاحتلال الصهيوني. وفي سنة 1964 عُقد مؤتمر القمة العربي في القاهرة، مصر بدعوة من رئيس مصر جمال عبد الناصر وصدر قرار بضرورة انشاء كيان فلسطيني، فتأسّست بعد ذلك منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يرأسها أحمد الشقيري. وعملت منظمة التحرير الفلسطينية على إنشاء بعض المؤسّسات التابعة لها مثل جيش التحرير الفلسطيني، والإذاعة، ومركز الأبحاث، ومكاتب في معظم بلدان العالم، والاتحادات الشعبية الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني سنة 1967-1993 الاحتلال الصهيوني لباقي الأراضي الفلسطينية. في هذه السنة حدثت حرب 1967، المعروفة بنكسة حزيران، أو حرب الأيام الستة، هي صدامات عسكرية وقعت بين الصهاينة وكل من: مصر، وسوريا، والأردن. وبمساعدة لوجستية من: لبنان، والعراق، والجزائر، والسعودية، والكويت؛ في الفترة الواقعة بين الخامس من حزيران والعاشر من سنة 1967؛ ونتج عنها احتلال الصهاينة شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وهضبة الجولان. وتواصل الصهاينة حتى الآن احتلال الضفة الغربية. ولم تزل تبعات حرب 1967 حتى يومنا؛ إذ تواصل الصهاينة احتلال الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها. وفي سنة 1968 حدثت معركة الكرامة حين حاولت قوات الجيش الصهيوني احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن؛ لأسباب تعدُّها الصهاينة إستراتيجية، ولكن القوات الفلسطينية والأردنية صدت لهذا الهجوم مما دفعت الصهاينة للانسحاب وترك خسائرهم وقتلاهم. وكان من تبعات حرب 1967 أيضًا نشوب حرب أكتوبر سنة 1973، وفصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام سنة 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي ينص على العودة لما قبل حدود الحرب، لقاء اعتراف العرب بما يُسمّى "إسرائيل"، ومسالمتهم إياها؛ رغم أن دولًا عربيّة عديدة باتت تقيم علاقات منفردة مع الصهاينة سياسيّة أو اقتصادية. غرس الصهاينة اعمالهم الشنيعة في بعض الدول العربية غير فلسطين. حيث وقعت إحدى أبشع المجازر في تاريخ فلسطين سنة 1982 سُمِّيت بمجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، كان وراءها الكيان الصهيوني ونفذها جيش الكتائب اللبناني بعد اغتيال رئيس لبنان بشير الجميل بعملية انفجار مركبة باضافة إلى مقر حزب الكتائب. وقد احاطت الصهاينة منطقة جنوب لبنان والتي فيها مخيمي صبرة وشاتيلا وقام جيش الكتائب اللبناني بفعل الجرائم الشنيعة للفلسطينيّين. ولكن الكيان الصهيوني لم يعترف بتحمّل مسؤولية المجزرة. وفي سنة 1987 أدى الاحتلال الصهيوني وحصاره العسكري والسياسي وممارساته العدوانية وكثيراً من ذلك إلى الانتفاضة الأولى من قِبل الفلسطينيّين، من أسباب اندلاعها أيضاً استشهاد أربعة عمال فلسطينيّين إثر حادثة شاحنة صهيونية داهمت الحافلة التي كانت تنقل الفلسطينيّون من عملهم إلى قطاع غزة. أدت الانتفاضة إلى استشهاد 1550 فلسطينياً واعتقال حوالي 100,000. غير أن هناك أحداث أخرى كتعذيب الفلسطينيّين وترحيلهم من أراضيهم وهدم منازل فلسطينية وغيرها من الجرائم. وفي سنة 1993 عُقِد بما يُدعى "معاهدة سلام" بين فلسطين والصهاينة بحضور أميركا لوقف الحرب بينهما سنة 1994-حتى الآن السلطة الوطنية الفلسطينية على الجزء المتاح من فلسطين التاريخية. مذن ذلك الوقت وحتى الآن ما زال الفلسطينيّون يدافعون عن أراضيهم. والجرائم ما زالت مستمرة من قِبل الصهاينة وبمساندة من دول أجنبية أخرى. في سنة 2000 حدثت الانتفاضة الثانية والتي تُعرف بانتفاضة الأقصى والتي كان سبب اندلاعها الاحتجاج على الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة اليميني المتطرف آنذاك ارئيل شارون لباحة المسجد الأقصى بحماية زهاء ألفين من الجنود وحرس الحدود الصهاينة وبموافقة رئيس وزراء الكيان الصهيوني أيهود باراك. وكان ردّ الجنود المرابطين بنوايا تصعيد مبيّته في الحرم القدسي عنيفا ضد المحتجين على الزيارة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيّين. وكانت هذه الواقعة بمثابة الشرارة التي ألهبت الأراضي الفلسطينية بسلسلة من المواجهات الدامية امتدت لتشمل المدن والبلدات الفلسطينية وراء الخط الأخضر. لم تكن هذه المرة الأولى التي حاول الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بل هناك الكثير من المرات منها حرق المسجد الأقصى سنة 1969 ومحاولة هدمه بحجّة البحث عن هيكل سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام الذي لا أصل له في التاريخ. وفي سنة 2017 أصدر رئيس أميركا دونالد تْرومْب قراراً بجعل القدس عاصمة الكيان الصهيوني، لكنه لاقى رفضاً كبيراً من معظم الدول في العالم، بما فيه الرد القاصي القادم من الفلسطينيّين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى والقدس الشريف |
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|