إبراهيم عليه الصلاة والسلام
تم التحديث في ذي الحِجَّة 1440 / آب 2019
من الأنبياء أولي العزم عليه الصلاة والسلام. أبو الأنبياء وخليل الرحمن، وسُمِّي أيضاً بشيخ الأنبياء، لأن منه تناسل الأنبياء صلوات الله عليهم وتتابعوا {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا} مَريَم: 41
يُذكر أن قوم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام خرجوا من قلب الجزيرة العربية التي نشأوا فيها جماعة من الجماعات السامية العديدة، وأنه عليه الصلاة والسلام، كان عربيًا خالصًا من سلالة العرب العاربة التي يرجع نسبها إلى سام ابن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام، وأنه أبو العرب (العدنانية) أبناء ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وهو بهذا جدّ العرب قبل أن يكون جدّ أي عرق آخر كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يتكلّم العربية القديمة التي هي قريبة من عربية جُرْهُم. وقد ثبت في صحيح البُخاري أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام زار ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام مرتيْن لم يجده فيهما، وتكلّم مع امرأتيْه الجُرهميتيْن العربيتيْن بلغتهما أمّا مكان ميلاده فاختُلِف فيه. قيل: بابل، وقيل، السوس من أرض الأهواز، وقيل: حرّان، وقيل غير ذلك. وأمّا زمن ميلاده فلا سبيل إلى القطع به، ولكن أكثر المؤرخين يقدّرون أنه عاش بين عامي 2000 و1700 قبل الميلاد أراد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يثبت للمشركين أن ما يعبدوه ليست بآلهة، فلمّا رأى كوكباً في الليل قال هذا ربه، ثم اختفى أو غاب من عينه فقال أنه لا يحب الإله الذي يغيب، ثم رأى القمر بعد ذلك وقال نفس الشيء حتى أن غاب القمر، وكذلك مع الشمس وقال أن هذا ربه أكبر، وبعد أن غابت الشمس قال لقومه أنه بريء ممّا يشركون. وكان في وقته كثير من الناس يعبدون الأصنام والكواكب، منهم أبيه آزر، الذي كان يصنع التماثيل ليبيعها للناس وليعبدونه {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام: 75-79 كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمناً، طلب من الله عز وجل أن يحيي ويميت، فسأله الله عز وجل إذا لم يكن يؤمن به، فقال سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام نعم ولكنه أراد أن يطمئن قلبه. فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يحضر أربعة طيور ويُقطّعهن ويأخذ جزءاً من الطير ويضعه في كل جبل، ثم أمره بأن يأمر الطيور بأن تأتيه، فجاءت الطيور من كل ناحية من الجبال مسرعة إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام سليمة حيّة وكأنها لم تُقطّع كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو أبيه لترك تلك الأصنام التي لا تبصر ولا تسمع، وقال له بأن لا يتبع خطوات الشيطان وأنه يخاف عليه من عذاب الله عز وجل. وكان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يتكلّم مع أباه بكل أدب عن التوحيد وعبادة الله عز وجل، فغضب أباه وقال إن لم يسكت فسوف يرجمنه {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} مَريَم: 42-46 وفي يوم ذهب المشركون ليحتفلوا بعيد لهم في كل عام، وطلبوا من سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يذهب معهم ولكنه رفض. وأثناء فترة غيابهم ذهب سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى المعبد وحطّم جميع الأصنام التي يعبدونها وترك صنماً واحداً. وعندما جاءوا غضبوا لما حرى لأصنامهم وعرفوا أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وراء ذلك فلمّا سألوه قال لهم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد فعلها كبيرهم الصنم، وقال لهم بأن يسألوه، ربما ينطق. وقد قالها عليه الصلاة والسلام كتحدي لهم ليثبت لهم أن هذا الصنم الذي لم يحطمه لن يستطيع أن يجيب عليهم، لأنه مُجرّد تمثال لا أكثر {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} الأنبياء: 62-63 وبعدها قرّروا بأن يضعوه على النار ليحرقوه، وهنا جاءت معجزة الله عز وجلا لذي أمر النار أن تكون برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ونجا من النار {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} الأنبياء: 68-69 تزوّج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام من سارة. وكان قد ابتُلِي بكثير من البلاء ولكنه كان صابراً. ومن أهم ما ابتُلِي به عليه الصلاة والسلام أنه عندما كان في مصر أُخِذت زوجته الجميلة سارة إلى قصر مصر، فادّعت أنه أخوها حتى لا يُقتل بسببها، ولم تكن في ذلك كاذبة لأنها أخته في الدين. وما أن حاول ملك مصر مسّها حتى شُلّت يده، ولكنها برئت بعد أن أخلى سبيلها. وجاءت معها بجارية تُدعى هاجر لتكون ملك يمينه فيما بعد. أنجبت له هاجر ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، ولم تكن تلد سارة بعد وقد كبُرت في السن. فأرسل الله عز وجل الملائكة لبيت سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكان قد جاءؤوا على هيئة رجال. فاستقبلهم عليه الصلاة والسلام وقدّم لهم الطعام، لكنهم لم يأكلوا، ففزع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فأخبروه من هم وقالوا له بأن زوجته سارة ستلد، فضحكت بهذا الخبر كونها كبيرة في السن. فبشّروها بولد وهو إسحق عليه الصلاة والسلام. وهذه مشيئة الله عز وجل ورحمته وبركاته إذ قال لشيء كن فيكون {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} هود:71-73 أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالسفر مع زوجته هاجر وطفلهما إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك قبل ولادة سيدنا إسحق عليه الصلاة والسلام ابن سارة. فعندما وصلوا إلى منطقة الكعبة المشرفة أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يتركهما، وكانت تلك الأرض صحراوية. وبعد أن بقيت هاجر لوحدها مع ابنها إسماعيل عليه الصلاة والسلام نفد الطعام والماء ولم تجد من يساعدها، فأصبحت تجري ما بين الجبليْن الصفا والمروى لترى إن كان هناك أي قافلة. فعلت ذلك سبع مرات وهي تسعى ما بين الجبليْن خوفاً على ابنها إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وبعدها جاء جبريل عليه السلام وضرب بجناحه الأرض بأمر من الله عز وجل فتفجّر من الأرض ماء وهي ماء زمزم. شربت هاجر واسقت ابنها عليه الصلاة والسلام، وأصبحت تضم الرمال بيدها حول الماء كي لا يذهب كانت هناك قافلة آتية من بعيد ورأت الطيور تحوم فوق منطقة معينة، وتعجّبوا كونهم في صحراء فاعتقدوا أن هناك ماء فذهبوا. فعندما وصلوا التقوا بهاجر وابنها عليه الصلاة والسلام، وطلبوا منها أن يسكنوا تلك الأرض، فوافقت على أن لا يمتلكون الماء لهم، فالماء لكافة الناس. وكانت هذه القبيلة من العرب العاربة، وتزوّج سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام بإمرأة منهم عاد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى منطقة الكعبة المشرّفة وذهب لزيارة ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام. وكان سيدنا إسماعيل قد تزوّج مرتيْن بأمر من أبيه عليهما الصلاة والسلام. لأن الأولى لم تحمد الله عز وجل على النعمة عندما سألها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عن حياتهما وطعامهما، بينما الزوجة الثانية التي تزوّجها ابنه عليه الصلاة والسلام بعد أن طلّق الأولى حمدت الله سبحانه وتعالى على كل شيء عندما اختبرها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بنفس الإختبار أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يبني البيت الحرام، فقال سيدنا إبراهيم لولده عليهما الصلاة والسلام بأن الله عز وجل كلّفه بمهمة بناء البيت الحرام وطلب مساعدة ابنه، فوافق الابن عليه الصلاة والسلام بمساعدته في البناء، وكانوا كلّما يرفعوا في قواعد الكعبة المشرّفة قالا ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْ قَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البَقرة: 127 في زمن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان هناك ملكاً ظالماً يُدعى النُمرود، وقد عاش حوالي 400 سنة. فقال له سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن ربي هو من يُحيي ويُميت، فقال النُمرود بأنه هو من يُحيي ويُميت، وكانت في نظريته أنه يُحيي ويُميت بأن يحضر رجلان، فإذا قال لجنده اتركوا الرجل الأول، وإذا قال لجنده اقتلوا الرجل الثاني كان ذلك مفهومه بأنه يُحيي ويُميت. ثم قال له سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن الله عز وجل يأتي الشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب، فعجز النُمرود عن الكلام. وطلب بأن يُبنى له صرحاً عالياً كي يري الناس أنه أعلى منهم، وبعدما أن بُنِي له الصرح هدم الله عز وجل الصرح ونجّى النُمرود كي يبتليه بمصيبة أكبر، فأرسل عليه ذباباً، فدخلت ذبابة في أنف النُمرود، وبقيت لمدة 400 عام أُخر في أنفه وهو لا يستطيع العيش بأمان، وكان يضرب برأسه على الحائط كي يقتلها وهي بداخله، ومات بعدها {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} البَقرة: 258 من الإختبارات التي اختُبِر بها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو ذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام كما رآى في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي. ولم يرفض سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أمر الله عز وجل، وكونه كان خائفاً على ابنه ولكنه امتثل لأمر الله عز جل، كذلك فعل سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فقال لأبيه عليه الصلاة والسلام بأن يفعل ما أُمِر، فمسك سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام السكين لذبح ابنه عليه الصلاة والسلام، ففدى الله عز وجل سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام بكبشٍ عظيم، وكان ذلك يدل على أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد نجح في الإختبار {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} الصّافّات: 102-107 روى مُسلم في صحيحه أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختُتِن في سن الثمانين، ولا يعرف كم عاش بعد ذلك. دُفِن سيدنا إبراهيم، وولداه إسحق وإسماعيل، عليهم الصلاة والسلام ببلدة حبرون المعروفة اليوم بالخليل في فلسطين، وقبورهم موجودة هناك في مغارة الأنبياء. وهذا الخبر - كما يقول الحافظ ابن كثير- مُتلقَّى بالتواتر من زمن بني إسرائيل وحتى زمانه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يعتقد قط بربوبية الكوكب ـ كما فهم بعض الناس من ظاهر السياق القرآني ـ وذلك لعدة أسباب منها: أن القول بربوبية الكوكب كفر بالإجماع، والكفر لا يجوز على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى قبل النبوة. ومنها أن هذه الواقعة كانت بعد أن أراه الله سبحانه وتعالى ملكوت السموات والأرض. فبدأ بدعوته لعبدة الأصنام بإحدى طرقه ناجحة، وهي موافقة الخصم في الظاهر من أجل إلزامه وإفحامه، كما ذُكِر في الآيات الكريمات من سورة الأنعام. ولم يتحدّث عن فضائله. كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أُمَّةً في الفضل والسمو والنبل والخير. وقد ذكرت له مزايا وفضائل كثيرة في القرآن الكريم منها: أن الله سبحانه وتعالى اتّخذه خليلاً، وجعله للناس إمامًا، واجتباه واصطفاه، وآتاه رُشده، وجعل النبوة في ذريته، وأمر باتخاذ مقامه مُصلّى، ومنها: اتصافه بالحِلم، والإنابة، والصِّدِّيقيّه، والشكر والقنوت، وسلامة القلب، والكرم، والوفاء. وهو عليه الصلاة والسلام أول من يُكسى يوم القيامة تكريماً له، ثم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم الخلق الكبش العظيم في قصة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو من المخلوقات الأربعة التي خلقها الله عز جل بيده في كتاب البُخاري ذُكِرت أحاديث عن الوزغ (نوع من الحرباء) أثناء حادثة النار التي كانت برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وكانت الحيوانات تنفخ على النار لتطفئها ما عدا الوزغ، فكان ينفخ عليها ليبقي اشعالها. وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن الوزغ من الشيطان، وقتلها سنّة، ومن قتلها كتبت له 100 حسنة ذكر الله سبحانه وتعالى اسم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام على الأقل 63 مرة في 63 آية سُمِّيَت مدينة الخليل بهذا الإسم نسبة إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الرحمن. وبها المسجد الإبراهيمي حيث قبر إبراهيم الخليل ومقامه عليه الصلاة والسلام لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر ولداً، منهم سيدنا إسماعيل وإسحق عليهما الصلاة والسلام قابل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة الإسراء والمِعراج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في السماء السابعة بجوار البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة يتعبدون فيه ويطوفون ثم يخرجون ولا يعودون إليه إلى يوم القيامة |
:مواضيع ذات صلة
إسماعيل عليه الصلاة والسلامسورة الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم إسحق عليه الصلاة والسلام لوط عليه الصلاة والسلام
:المواضيع المنوعة
:أقسام الموقع
|